ولا يطيب للإنسان أن يحذر من سكنه أو يتجافى عن الهدوء والطمأنينة فيه، ولا تتم سعادته به إلا أن ينفي عنه الحذر ويقبل عليه بجمع فؤاده وطوية ضميره، فهو الذي يغمض عينيه بيديه ويستنيم إلى الرقاد هربا من السهاد. ونصف ما يقبله من الخداع إنما هو الخداع الذي نسجه بيمينه وزخرفه بتلفيقه، وكذلك المرأة إذا تعلقت بالرجل كانت أسبق منه إلى التصديق وكان خداعه إياها أسهل من خداعها إياه.
ومن غوايات المرأة الكبرى أنها قصبة السبق في حلبة التنافس بين الرجال.
فالظفر بها يرضي كل شعور يحيك بقلب الرجل، سواء منه ما يتناوله بإدراكه ووعيه وما ليس يدركه ولا يعيه.
وقد اختلف أصحاب المذاهب الفلسفية في تعليل نوازع الحياة التي تفسر بها أعمال الناس وترد إليها، فقال بعضهم إنها طلب القوة، وقال غيرهم إنها طلب البقاء، وزعم غير هؤلاء وهؤلاء أنها طلب اللذة، وجاء آخرون في العصر الحاضر فتغلغلوا بالنوازع الجنسية وراء كل غريزة ونفذوا بها إلى كل سرداب من سراديب النفس الخفية.
وأيا كان موضع الصدق من هذه النوازع فالمرأة معها جميعا تطلق شعور القوة وشعور البقاء وشعور اللذة وتتقصى وشائج الجنس إلى جذورها الكامنة في أعرق بواطن الحياة.
وما الظن بقصبة السبق التي تستطيع أن تستدني من تشاء وتنأى عمن تشاء؟
إن المتسابقين ليتناحرون على القصبة الخرساء وهي لا تحكم لهم بشيء ولا تفاضل بين يمين ويمين، فالمرأة - تلك القصبة التي تحابي وتجافي - حرية ألا تبقي في عزيمة عاد بقية من نوازع السباق. •••
تلك هي بعض عناصر الغواية الأنثوية التي تملكها المرأة من حيث تدري ولا تدري.
وكذلك تنبت الثمرة الثانية «هذه الشجرة».
فالمرأة مزودة بوسائل الغواية، موكلة بالمخالفة والامتناع.
Bog aan la aqoon