الساحر :
هي كلمة نستغل بها المغفلين، فإذا منحنا الاختصاص حقه، وانتظمت الأمور، فماذا يبقى للسحر ليظل قادرا على كل شيء؟ ومسيطرا على الجميع؟
التلميذ :
فالسحر إذن استغلال وسيطرة؟
الساحر :
وماذا عساه أن يكون؟ أتريد أن يكون الساحر كذلك المأفون المغفل، أستاذ صاحبيك الشابين، يقضي الوقت بالإرشاد والتوجيه وإلقاء الدروس، ويظل فقيرا لا يأبه للسيطرة والسلطان؟ مسكين ذلك الأستاذ الذي يلقبونه بالحكيم، إنه عالم ذكي، كان باستطاعته أن يثري، وأن يكون من أرباب المناصب العالية المرموقة، ولكنها الغفلة تسيطر على نفسه، فيتوهم أنه يستطيع أن ينهض بالشعب ليصبح سيد نفسه، وأنى للشعوب أن تنهض؟ إنها خلقت مستغلا للأذكياء الأقوياء، ومن يضيع وقته في خدمة الشعب لا يربح سوى فقدان فرص الاستغلال، فالعاقل من يعمل لنفسه، ويترك الشعب في عماه، يتخبط في دياجير الاستعباد والفقر والجهل والذل، يضحكني ويؤلمني معا أمر أولئك السخفاء من الأدباء والعلماء، إنهم يستطيعون أن يمتصوا - بما يمنحهم العلم والأدب من فهم وبيان - دماء الناس وأموالهم فلا يفعلون، وإنما هم - على زعمهم - يتعففون، وهل العفة والإباء والإخلاص سوى ألفاظ يستخدمها الواعون منهم، كما يستخدم الساحر في سحره الجن والعفاريت؟ احفظ هذا ولا تنسه.
التلميذ :
ولعل هؤلاء الواعين من الشمامين؟
الساحر :
أيوه، ولكنهم من النوع الذي يحاول الاستعلاء، يدورون حول من تفوح منه روائح إمكانات الاستغلال، ولا يكادون يتصلون بمن تستهويهم رائحته، أو نتنه، حتى يحاولون القضاء عليه للاستيلاء على ما يملك من مال أو جاه أو مكانة.
Bog aan la aqoon