Hadarat Carab Fi Andalus
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
Noocyada
وأن أمة من الأمم تريد أن تكون عزيزة مهيبة لا بد من أن تغزو غيرها قبل أن يغزوها الأغيار، ورضي الله عن علي بن أبي طالب إذ يقول في إحدى خطبه: ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا.
وهذه سردانية جزيرة كبيرة في غرب هذا البحر الرومي غزاها المسلمون حوالي سنة 92 هجرية ، الموافقة سنة 710 ميلادية في عسكر موسى بن نصير، وملكوها حينا من الدهر، ثم تركوا حبلها على غاربها، ثم هم الآن يغزونها من وقت لآخر، ويغنمون ويسبون لما علمت.
وقد مررنا فيما مررنا به من جزر هذا البحر بجزائر ثلاث متجاورات تسمى: ميورقة ومنورقة ويابسة،
156
وهي جزائر عامرة مأهولة بالمسلمين يرجع أمرها إلى صاحب الأندلس، وعليها وال من قبله، ومن هنا تعلم أن المسلمين قد ملكوا ناصية هذا البحر الرومي بما فيه من الجزائر الكبيرة والصغيرة، علاوة على جزائر بحر الظلمات «المحيط الأطلسي»، كما أسلفنا لك، فسبحان المعز لمن يشاء، وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين.
تمت هذه الرسالة وقد كتبت على متن البحر وبيننا وبين المرية مسيرة يوم أو بعض يوم، وذلك في شهر جونيه الرومي، سنة ست وخمسين وتسعمائة، الموافقة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة هجرية.
هوامش
الرسالة الثانية
من المرية إلى قرطبة
أظنك، يا أخي، لا تزال على ذكر من أن الرسالة الأولى من هذه الرسائل كتبت ونحن على متن البحر، قبل أن نصل إلى مرافئ الأندلس. أما هذه الرسالة الثانية فقد وضعناها بعد أن حططنا رحالنا في قرطبة؛ حضرة هذه البلاد (عاصمتها). وقد خصصت هذه الرسالة بوصف كل ما مر بنا من حين اقترابنا من ميناء المرية إلى أن وصلنا إلى قرطبة.
Bog aan la aqoon