94

Hadaiq

الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة

Tifaftire

محمد رضوان الداية

Daabacaha

دار الفكر

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408 AH

Goobta Daabacaadda

دمشق

Gobollada
Isbeyn
Boqortooyooyin
Cabbasiyiin
إِلَى الْوُجُود بِالْفِعْلِ مَا هُوَ مَوْجُود بِالْقُوَّةِ لِأَنَّهُمَا قد تَسَاويا فِي الْعَدَم وكل وَاحِد مِنْهُمَا مفتقر إِلَى موجد وَإِذا اسْتَحَالَ الْأَمْرَانِ صَحَّ أَن مخرج الشَّيْء من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل لَا يكون إِلَّا غَيره وَلَا يكون إِلَّا مَوْجُودا بِالْفِعْلِ
وَإِذا ثَبت هَذَا قُلْنَا إِن بعض الْأَجْسَام حَيّ بِالْقُوَّةِ ثمَّ يصير حَيا بِالْفِعْلِ فمخرجه إِذن إِلَى الْحَيَاة جَوْهَر آخر غَيره حَيّ بِالْفِعْلِ والجسم أَيْضا إِنَّمَا يصير حَيا بمقارنة النَّفس لَهُ فَالنَّفْس إِذن حَيَّة بِالْفِعْلِ وَمَا هُوَ حَيّ بِالْفِعْلِ لَا يعْدم الْحَيَاة فَالنَّفْس إِذن لَا تعدم الْحَيَاة
برهَان ثَالِث
نفوسنا الناطقة إِنَّمَا تفْتَقر إِلَى الْحَواس الجسدية مَا دَامَت عَارِية من الصُّور الْعَقْلِيَّة فَإِذا حصلت فِيهَا صُورَة من الصُّور الْعَقْلِيَّة لم تحتج إِلَى اسْتِعْمَال الحاسة الَّتِي كَانَت تتوصل بهَا إِلَيْهَا فَدلَّ ذَلِك على أَن للنَّفس

1 / 126