83

Hadaiq

الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة

Baare

محمد رضوان الداية

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408 AH

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

Falsafad
لَا تخفى عَلَيْهِ خافية وَلَا تحوزه صُورَة وَلَيْسَ فِيهِ زمَان وَلَا مَكَان وَلَا حَرَكَة وَلَا كَيْفيَّة وَلَا هيولى بل الْأَشْيَاء فِيهِ حقائق مُجَرّدَة مكشوفة لَيْسَ فِيهِ قُوَّة بل الصُّورَة فِيهِ ثَابِتَة رَاجِعَة على أَنْفسهَا وذواتها تعرف أَنْفسهَا وَغَيرهَا لما فِيهِ من مطالعة البارئ جلّ وَعز لَهَا وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وَهُوَ يُرِيد أَن يَنْفِي عَن نَفسه أَن يتَوَهَّم عَلَيْهِ القَوْل بأزلية الْعَالم وَقدمه فَقَالَ إِنَّمَا نُرِيد بقولنَا إِن الْعَالم لم يزل أَن العوالم قد كَانَت مصورات عِنْد البارئ ﷿ متمثلات بِالْقُوَّةِ قبل كَونهَا وَذَلِكَ أَن البارئ تَعَالَى لم يزل متطلعا إِلَيْهَا نَاظرا إِلَى ذَاته عَارِفًا بوحدانيته فترداده على ذَاته بالمعرفة هُوَ عَالم الْعقل المطابق لَهُ فِيهِ الصُّور مَحْضَة وَهَذَا الْكَلَام وَإِن فِيهِ مَا يحْتَاج إِلَى التعقب فقد صَحَّ مِنْهُ أَن

1 / 115