31

Hadaiq

الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة

Baare

محمد رضوان الداية

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408 AH

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

Falsafad
ذَاته فيصل إِلَى عَالم الْعقل فِي حَيَاته الأولى بِعِلْمِهِ وَنَظره وَفِي حَيَاته الثَّانِيَة بِذَاتِهِ وجوهره فَهَذَا هُوَ المُرَاد بقول من قَالَ إِن ذَات الْإِنْسَان تصل بعد مماته إِلَى حَيْثُ وصل علمه فِي حَيَاته إِلَّا أَنه لَا يتَجَاوَز مرتبَة الْعقل الفعال وَهِي الْمرتبَة الْعَاشِرَة من مرتبَة السَّبَب الأول وَقَالَ بَعضهم إِن غَايَته أَن يلْحق بمرتبة النَّفس الْكُلية ومرتبتها دون مرتبَة الْعقل الفعال كَمَا ذكرنَا فِيمَا تقدم فَهَذَا مَا ظهر إِلَيّ فِي شرح كَلَامهم الَّذِي سَأَلت عَنهُ وَهَاهُنَا وَجه آخر وَهُوَ أَن كل مَوْجُود يُوصف بالنطق فَإِن تجوهره لَا يكمل إِلَّا بِأَن يعقل السَّبَب الأول الَّذِي مِنْهُ انبعثت الموجودات إِلَّا أَن كل مَوْجُود تبعد مرتبته من مرتبته لَا يُمكن أَن يعقله حَتَّى يعقل مَا بَينه وَبَينه من الموجودات السَّابِقَة لَهُ بالمرتبة فالموجود الثَّانِي الَّذِي هُوَ أقرب الموجودات إِلَيْهِ بالمرتبة

1 / 63