Habermas Muqaddima Qasira
يورجن هابرماس: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
morality » و«الأخلاقيات
ethics » بالتناوب. ولم يشرع في التمييز بينهما إلا في وقت لاحق، وتحديدا عام 1991. لكنه أبقى على مصطلح «أخلاقيات الخطاب» للإشارة إلى البرنامج المعدل؛ لأن ذلك كان أسهل من أن يعيد تسميته «نظرية الخطاب الخلقي». وحقيقة الأمر أنه في البرنامج المعدل لهابرماس في التسعينيات، يطرح هابرماس تمييزا ثلاثيا بين الخطاب الخلقي
moral ، والخطاب الأخلاقي
ethical ، والخطاب البراجماتي
pragmatic ؛ حيث يحدد كل منها استخداما مختلفا للمنطق العملي. إن الأهمية الحقيقية للتعديل تكمن في استحداث فئة منفصلة من الخطاب الأخلاقي إلى جانب فئة الخطاب الأخلاقي، وفي الطريقة التي يعاد فيها تشكيل هذين النطاقين من الخطاب في برنامج النظرية السياسية.
قبل أن نمحص في طبيعة ووظيفة الخطاب الأخلاقي بالتمايز عن الخطاب الأخلاقي، يجب أن نمر في عجالة على استخدام هابرماس لصفة «براجماتي» في الخطاب البراجماتي. حتى الآن، أشارت صفة «البراجماتي» إلى الوظيفة أو الاستخدام الاجتماعي لشيء ما. ومفهوم هابرماس للخلقية «براجماتي»؛ لأنه يفسر الخطاب الأخلاقي باعتباره آلية اجتماعية لحل الصراعات. ونظريته للمعنى براجماتية؛ إذ إنها تنظر إلى استخدام اللغة كوسيلة لتنسيق الأفعال، وترسيخ النظام الاجتماعي. ولكن، في هذا السياق يستحدث هابرماس هذا المصطلح بمعنى أضيق. تتعلق الخطابات البراجماتية بالاختيار العقلاني للسبل المفضية إلى غاية محددة. ولا توحي تلك الخطابات بشيء حيال اختيار الغايات. الخطاب البراجماتي هو الشكل ثنائي الحوار للمنطق الأداتي، وهو تحديدا وثيق الصلة بالنطاقين السياسي والقانوني؛ إذ إن السياسة والقانون معنيان أساسا بما هو ممكن. (2) ما هو الخطاب الأخلاقي؟
عادة ما كان ينظر إلى مصطلحي الأخلاقيات والخلقية على أنهما مترادفين حتى عصر هيجل. رغم ذلك، يمثل المصطلحان منهجي تفكير مختلفين حيال الحياة البشرية. فكلمة «أخلاقيات
ethics »، بحسب تفسير هابرماس، لها استخدام قديم وآخر حديث. الكلمة مشتقة من كلمة
ethos
اليونانية القديمة - بمعنى «روح الجماعة» أو القيم الأخلاقية المشتركة الحاكمة لها - التي أشارت إلى تقاليد المدينة-الدولة وإلى عادات أهلها ومواطنيها وشخصياتهم. وحديثا، استخدم هيجل الاصطلاح
Bog aan la aqoon