وأخرج السلفي في المشيخة البغدادية: سمعت أبا سعيد الحسن بن علي الواعظ يقول: سمعت محمد بن الحسن يقول: سمعت أبى يقول: رأيت في بعض الكتب: أن الله تعالى يظهر على كفه للعارف في وقت وفاته ويريه تلك الكتابة، فإذا رأتها روح العارف طارت إليه أسرع من طرف العين.
وأخرج أبو الشيخ عن داود بن أبى هند قال: بلغني أن ملك الموت كان وكل بسليمان ﵇ فقيل له: ادخل عليه كل يوم دخلة فسله عن حاجته ثم لا تبرح حتى تقضيها، فكان يدخل عليه في صورة رجل فيسأله: كيف هو؟ ثم يقول: يا رسول الله ألك حاجة؟ فإن قال: نعم؛ لم يبرح حتى يقضيها، وإن قال: لا انصرف عنه إلى الغد، فدخل عليه يومًا وعنده شيخ فقام فسلم عليه ثم قال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: لا، ولحظ الشيخ لحظة فارتعد الشيخ وانصرف ملك الموت فقام الشيخ فقال لسليمان: أسالك بحق الله إلا ما أمرت الريح فتحملنى فتلقينى بأقصى مدرة من أرض الهند، فأمرها فحملته، ودخل ملك الموت على سليمان من الغد، فسأله عن الشيخ فقال: هبط إلىَّ كتاب أمس أن أقبض روحه غدا مع طلوع الفجر بأقصى مدرة من أرض الهند فهبطت وما أحسب إلا ثم، فوجدته عندك، فجعلت أتعجب، وأنظر إليه، مالي هم غيره فهبطت عليه اليوم مع طلوع الفجر فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند ينتفض فقبضت روحه.
وأخرج أبى شيبة عن خيثمة قال: دخل ملك الموت إلى سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه، فلما خرج قال الرجل: من هذا؟ قال: هذا ملك الموت قال: رأيته ينظر إلىّ كأنه يريدني قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تحملني على الريح حتى تلقيني بالهند، فدعا الريح فحمله عليها، فألقته في الهند، ثم أتى ملك الموت سليمان فقال: إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي قال: كنت أعجب منه، أمرت أن
1 / 51