71

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

Noocyada

وهذا يزيد ثقتك بنفسك ويخلصك من الارتباك والتوتر كما أنه يفيدك في معرفة ردود فعل المستمعين وانطباعاتهم لتجري على موضوعك أو طريقة إلقائه التعديل المناسب. ١٣ - التمهل في الإلقاء: الإلقاء السريع المتعجل يفقد المتابعة كما أنه قد يشوه إخراج الحروف فيختلط بعضها ببعض وتتداخل المعاني وتلتبس العبارات وقد يؤدي التعجل إلى إهمال الوقوف عند المقاطع ورعاية الفواصل. وهذا التمهل الذي ندعو إليه لا ينبغي أن يقود إلى هدوء بارد وتثاقل مميت. ١٤ - تجنُب الألفاظ العامية الساقطة، والكلمات المرذولة، فإن مقام المنبر ينبغي أن ينزه عن كلام السوقة، والأسواق. ١٥ - أن يختار الأسلوب السهل الواضح ما أمكن مع القوة والجزالة، وذلك لأن أكثر مستمعيه هم من العامة، أو من متوسطي الثقافة غالبًا. ١٦ - وضوح الصوت، وعلوه في اعتدال: عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵁ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﵌ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ، وَيَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى» (رواه مسلم). والضَّمِير فِي قَوْله: (يَقُول صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ) عَائِد عَلَى مُنْذِر جَيْش. فعلى الخطيب مراعاة الاعتدال في علو صوته، ومراعاة حاجة المكان والجمع مع عدم الإسراع في إلقائه. ١٧ - إثارة العواطف: الخطيب المؤثر إذا حدَّث الناس عن الجنة فكأنما بجناحيه فيها يطير، وحول أنهارها يسير، وبين يدي حُورها يميل، وإذا حدَّثهم عن النار فكأنه في بركانها يصطلي، كلامه عنها يفتت الأكباد، ويذهل الألباب، ويقطع الآمال.

1 / 74