Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons
دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ
Noocyada
٩ - أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمحُهَا
يا مَن يرَى مَد البعوضِ جناحَها في ظلمةِ الليلِ البهيمِ الألْيَلِ
ويرَى مناطَ عروقِها في نَحْرِها والمخَّ في تلك العظامِ النُحَّلِ
ويرَى خرِيرَ الدمِّ في أوْداجِها متنقلًا مِن مِفصَلٍ في مِفصَلِ
ويرَى مكانَ الوطءِ مِن أقدامِها في سيرِها وحثيثِها المستعجِلِ
ويرَى ويسمعُ حِسَّ ما هُو دُونَها في قاعِ بحرٍ مظلِمٍ متهوِّلِ
امنُنْ عليَّ بتوبةٍ تمحو بها ما كان مِنِّي في الزمانِ الأوَّلِ
(ليلٌ ألْيَل: شديد الظلمة، أوداجها: عروقها، ناحل ونحيل: هزيل نحيف).
عَنْ أَبي ذَرٍّ ومعاذِ بن جَبَلٍ ﵄:أنَّ رَسولَ اللهِ ﵌ قال: «اتَّقِ الله حَيثُمَا كُنْتَ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمحُهَا، وخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».رواه التِّرمِذيُّ (حسن)
• إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ:
لما كان العبدُ مأمورًا بالتقوى في السرِّ والعلانية مع أنَّه لابُدَّ أنْ يقع منه أحيانًا تفريط في التقوى، إما بترك بعض المأمورات، أو بارتكاب بعض المحظورات، فأمره أنْ يفعل ما يمحو به هذه السيئة وهو أنْ يتبعها بالحسنة، قال الله ﷿: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ (هود:١١٤)
وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ﵁ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِيَّ ﵌ فَأَخْبَرَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ ﷿ ﴿أَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِي هَذَا؟
قَالَ: «لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ».
وفي رواية: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: «يَا نَبِيَّ اللهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟»
قَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً».
1 / 196