134

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

Noocyada

هذا هو الطريق الوحيد، فمن كان يَدَّعِيْ محبة الله، ومحبة رسوله ﵌، فليتبع رسول الله ﵌، وليقدم حبه على نفسه، وأهله، وماله، وولده، كما قال رسول الله ﵌: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (رواه البخاري ومسلم)؛ فلا بد أن تكون محبة الرسول ﵌ بهذه الدرجة.
والمحبة تتمثل في حب سنته وهديه، فمن والى الكفار، فهذا لا يحب رسول الله ﵌، هل يمكن أن يزعم أحدٌ أنه يحب أحدًا ما وهو يخالف طريقته، ويرد أمره، وينقض قوله؟ هذا لا يحبه، وهذه دعوى كاذبة، ولهذا قال تعالى في الآية التي تسمى آية المحنة، أو الفتنة، أو الابتلاء: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ (آل عمران:٣١).
فاتباع رسول الله ﵌ هو الصراط المستقيم الذي ندعوا الله ﷾ في كل ركعة من فريضة أو نافلة أن يثبتنا عليه، قال تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة:٦ - ٧).
• الابتداع في الدين سبب للطرد عن حوض النبي ﵌:
عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ﵄ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﵌: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا» (رواه البخاري).
عن أَنَس بْنِ مَالِكٍ سدد خطاكم عَنْ النَّبِيِّ ﵌ قَالَ: «مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ» (رواه مسلم).
وقال ﵌: «أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِى كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: «أَلاَ هَلُمَّ». فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا». (رواه مسلم).
(أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ) مَعْنَاهُ: تَعَالَوْا. فَأَقُول سُحْقًا سُحْقًا) مَعْنَاهُ (بُعْدًا بُعْدًا).

1 / 141