Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons
دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ
Noocyada
والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب الله ويتقرب إليه، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس، الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون، بل أولو العزم منهم - في زمانه لما وَسِعَهم إلا اتباعه، والدخول في طاعته، واتباع شريعته ﵌.
أتُحِبُّ أعداءَ الحبيبِ وتدَّعِي ... حُبًا له، ما ذاك فى الإمكانِ
وكذا تُعادِي جاهدًا أحبابَه ... أينَ المحبةُ يا أخَا الشيطانِ؟!
إنَّ المحبةَ أنْ توافقَ مَنْ ... تُحِبُّ علَى محبَّتِه بلا نُقْصانِ
فإن ادَّعيْتَ له المحبةَ مع خلافِ ... ما يحبُّ فأنتَ ذو بهتانِ
• الوصايا العشر:
إن الله ﵎ أنزل في كتابه الكريم آياتٍ في آخر سورة الأنعام، هذه الآيات هي الوصايا العشر، التي قال عنها عبد الله بن مسعود ﵁: «من أراد أن ينظر إلى وصية محمد ﵌ التي عليها خاتمه - أي التي كأنه ﵌ كتبها وختمها، وبعث بها إلى كل واحد منا كأنها رسالة خاصة مختومة من النبي ﵌ - فليقرأ هذه الآيات:
﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (الأنعام:١٥١ - ١٥٣)
هذه الوصايا العشر بدأها الله ﵎ بالوصية الأولى، وهي الوصية العظمى، وهي توحيد الله وعدم الشرك به ﷾، فهذه أول ما يجب علينا أن
1 / 133