Guidance to True Belief and Refutation of the People of Polytheism and Atheism
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
Daabacaha
دار ابن الجوزي
Lambarka Daabacaadda
الرابعة ١٤٢٠هـ
Sanadka Daabacaadda
١٩٩٩م
Noocyada
الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ ١.
وقال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ ٢، والموت هو القيامة الصغرى، وقيام الساعة هو القيامة الكبرى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ الله: "وهو ﷾ في السورة الواحدة يذكر القيامة الكبرى والصغرى؛ كما في سورة الواقعة؛ فإنه ذكر في أولها القيامة الكبرى، وأن الناس يكونون أزواجا ثلاثة؛ كما قال تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الأرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً﴾ ٣، ثم في آخرها ذكر الصغرى بالموت، وأنهم يكونون ثلاثة أصناف بعد الموت؛ فقال: ﴿فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ ٤.
وعند الموت تقبض روح الإنسان من جسده بأمر الله تعالى.
وقد أسند الله قبض الأنفس إليه سبحانه في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ ٥، وأسنده إلى الملائكة في قوله: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ﴾ ٦، وفي قوله: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ﴾ ٧، وأسنده إلى ملك الموت في قوله: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ ٨.
١سورة المنافقون، الآيات: ٩ - ١١.
٢ سورة الأنباء، الآية: ٣٥.
٣ سورة الواقعة، الآيات: ١ - ٧.
٤ سورة الواقعة، الآيات: ٨٣ - ٩٤.
٥ سورة الزمر، الآية: ٤٢.
٦ سورة الأنعام، الآية: ٦١.
٧ سورة الأنفال، الآية: ٥٠.
٨ سورة السجدة، الآية: ١١.
1 / 258