235

Guidance to True Belief and Refutation of the People of Polytheism and Atheism

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الرابعة ١٤٢٠هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٩م

Noocyada

الدنيا، وحشران في الآخرة؛ فاللذان في الدنيا:
المذكور في سورة الحشر، وهو اليهود إلى الشام؛ قال لهم النبي ﷺ: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟، قال: "إلى أرض المحشر". ثم أجلى آخرهم عمر بن الخطاب ﵁ من جزيرة العرب.
والحشر الثاني: المذكور في أشراط الساعة، نار تحشر من المشرق إلى المغرب؛ كما في حديث أنس وعبد الله بن سلام، وفي حديث ابن عمر ﵃ مرفوعا: "تبعث على أهل المشرق نار فتحشرهم إلى المغرب؛ تبيت معهم حيث باتوا، وتقبل معهم حيث قالوا، ويكون لها ما سقط منهم وتخلف، وتسوقهم سوق الجمل".
قال الحافظ ابن حجر: "وكونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها الناس من المشرق إلى المغرب؛ لأن ابتداء خروجها من عدن، فإذا خرجت؛ انتشرت في الأرض كلها.
المراد: تعميم الحشر، لا خصوص المشرق والمغرب، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق".
قال القرطبي: "وأما اللذان في الآخرة؛ فحشر الأموات من قبورهم بعد البعث جميعا؛ قال تعالى: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ ١، وحشرهم إلى الجنة والنار.
وقال على قول الناظر:
وآخِرُ الآياتِ حَشْرُ النَّارِ ... كَمَا أَتى فِي مُحْكَمِ الأخْبارِ
وقال: "وآخر الآيات العظام والعلامات الجسام: حشر النار للناس من المشرق إلى المغرب، ومن اليمن إلى مهاجر إبراهيم ﵇، وهو أرض

١ سورة الكهف، الآية: ٤٧.

1 / 247