Good Character in the Light of the Qur'an and Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
134

Good Character in the Light of the Qur'an and Sunnah

الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة

Daabacaha

مطبعة سفير

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

فصلوات اللَّه وسلامه عليه فقد دلّ أمته على كل خير، وحذّرهم من كل شرّ، ودعا على من شقّ على أمته، ودعا لمن رفق بهم كما تقدم في حديث عائشة، وهذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس، وأعظم الحث على الرفق بهم (١). ثالثًا: أمثلة الرفق واللين: المثال الأول: مع شاب استأذن في الزنا: عن أبي أمامة ﵁ قال: إن فتىً شابًا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا له: مه مه! فقال له: «ادنه»، فدنا منه قريبًا، قال: «أتحبّه لأمك» قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداءك، قال: «ولا الناس يحبّونه لأمهاتهم». قال: «أفتحبّه لابنتك؟» قال: لا واللَّه يا رسول اللَّه، جعلني اللَّه فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم». قال: «أفتحبه لأختك؟» قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم». قال: «أفتحبه لعمتك؟» قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم». قال: «أفتحبه لخالتك؟» قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداءك. قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم». قال: فوضع يده عليه، وقال: «اللَّهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصّن فرجه»، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء (٢). وهذا الموقف العظيم مما يؤكد على الدعاة إلى اللَّه ﷿ أن يعتنوا

(١) انظر: شرح النووي على مسلم ١٢/ ٢١٣. (٢) أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي أمامة ﵁، ٥/ ٢٥٦، ٢٥٧، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه إلى الطبراني، ١/ ١٢٩، وقال: «رجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ٣٧٠.

1 / 135