«الهدية ذريعة الرشوة، وعُلمة الظلمة» (١).
فإن قيل: قال المستورد بن شداد ﵁ (٢): سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من كان لنا عاملًا فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا» قال: قال أبو بكر ﵁: أُخبرت أن رسول الله ﷺ قال: «من اتخذ غير ذلك فهو غال، أو سارق» (٣).
فالجواب ما قاله الخطابي: «هذا يتأول على وجهين:
أحدهما: إنه إنما أباح له اكتساب الخادم والمسكن من عمالته التي هي أجر مثله، وليس له أن يرتفق بشيء سواها.
والوجه الآخر: إن للعامل السكني والخدمة. فإن لم يكن له مسكن وخادم، استؤجر له من يخدمه فيكفيه مهنة مثله، ويكترى له مسكن يسكنه مدة مقامه في عمله» (٤).