(فصل: ويكره الخضاب بالسواد)
لما روى الحسن ﵁ أن النبي ﷺ قال في قوم يغيرون البياض بالسواد: «يسود الله تعالى وجوههم يوم القيامة».
وفي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي ﷺ قال فيهم: «لا يريحون رائحة الجنة».
وأما الاخبار التي رويت في الرخصة في الخضاب بالسواد من أن النبي ﷺ قال: «اختضبوا بالسواد فإنه آنس للزوجة ومكيدة للعدو» فمحمول لأجل الحرب، وذكر الزوجة فيه تبعًا لا قصدًا.
(فصل)
فإذا ثبت كراهية السواد فالمستحب أن يخضب الرأس بالحناء والكتم، وقد خضب الإمام أحمد ﵀ رأسه وله ثلاث وثلاثون سنة، فقال له: عجلت، فقال له: هذه سنة رسول الله ﷺ.
وروى عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه قال: خير ما غير به الشيب الحناء والكتم.
وأما خضاب رسول الله ﷺ فاختلف الناس في ذلك، فروي عن أنس رضي الله تعالى عنه أنه قال: إن النبي ﷺ لم يكن شاب إلى يسيرًا، ولكن أبا بكر وعمر ﵄ خضبا بعده بالحناء والكتم.
وروي أن أم سلمة رضي الله تعالى عنها: أخرجت للناس شعر رسول الله ﷺ مخضوبًا بالحناء والكتم، فدل حديثها على إثبات خضابه ﷺ بذلك.
وأما الخضاب بالورس والزعفران، فظاهر كلام الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه فيه
1 / 48