221

Ghunya

الغنية لطالبي طريق الحق

Baare

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

الخاسرين﴾ [هود: ٤٧]. وإبراهيم الخليل ﵇ مع جلالة قدره واصطفاء الله له بخلته وجعله أبا الأنبياء والمرسلين، كما روى أنه أخرج من ولده وولده ولده أربعة آلاف نبي عليه وعليهم السلام، قال الله تعالى: ﴿وجعلنا ذريته هم الباقين﴾ [الصافات: ٧٧]. حتى نبينا محمد ﷺ من ولده، وموسى وعيسى وداود وسليمان ﵈ وغيرهم لم يستغن عن التوبة والاستكانة والافتقار إلى الله ﷿ فقال: ﴿الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾ [الشعراء: ٧٨ - ٨٢]، وقوله ﷿: ﴿وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم﴾ [البقرة: ١٢٨]. وموسى ﵇ مع جلالة قدره واصطفاء الله له بالرسالة والكلام واصطناعه لنفسه، وإلقائه المحبة عليه، وتأييده له بالمعجزات الباهرات من اليد والعصا والآيات التسع والأشياء التي كانت له في التيه، من عمود النور بالليل والمن والسلوى وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لأحد من الأنبياء قبله ﴿قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين﴾ [الأعراف: ١٥١]. وداود النبي ﵇ مع جلالة قدره وإعطاء الله له ذلك الملك العظيم، كان حراسة ثلاثة وثلاثين ألف حارس، وكان إذا قرأ الزبور اصطفت الطير على رأسه، ووقف الماء عن جريانه وحدته، واصطفت الإنس والجن حوله، والسباع والهوام كذلك لا يؤذي بعضها بعضًا، وتسبح الجبال بتسبيحه، وألين له الحديد لرزقه إجلالًا لقدره وصيانة لأمره، بكى أربعين يومًا ساجدًا، حتى نبت العشب من دموعه، فرحمه الله تعالى وتاب عليه، حتى قال ﷿: ﴿فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب﴾ [ص: ٢٥]. وسليمان بن داود ﵉ مع ملكه العظيم وريحه المسخرة له، غدوها شهر ورواحها شهر، والملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده، لما عوقب على خطيئته من أجل التمثال الذي عبد في داره أربعين يومًا من غير علمه فسلب ملكه أربعين يومًا فهرب تائهًا على وجهه، وكان يسأل بكفيه فلا يطعم، فإذا قال أطعموني فإني سليمان بن داود شج رأسه وضرب وأهين وكذب، ولقد استطعم يومًا من بيت فطرد وبزقت امرأة في وجهه.

1 / 233