157

Ghunya

الغنية لطالبي طريق الحق

Baare

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

أما الفصل الأول: فبما لا يجوز إطلاقه على الباري ﷿ من الصفات ويستحيل إضافته إليه من الأخلاق، وما يجوز من ذلك لا يجوز أن يوصف الباري تعالى بالجهل والشك والظن وغلبة الظن والسهو والنسيان والسنة والنوم والغلبة والغفلة والعجز والموت والخرس والصمم والعمى والشهوة والنفور والميل والحرد والغيظ والحزن والتأسف والكمد والحسرة والتلهف والألم واللذة والنفع والمضرة والتمني والعزم والكذب، ولا يجوز أن يسمى إيمانًا خلاف ما قالت السالمية، وتعلقهم بقوله ﷿: ﴿ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله﴾ [المائدة: ٥] محمول على أنه من يكفر بوجوب الإيمان، كان كمن كفر بالرسول، وما جاء به ﷺ من الله ﷿ من الأوامر والنواهي. ولا يجوز أن يوصف ﷿ بأنه مطيع ولا محبل لنساء العالم. ولا يجوز عليه الحد ولا النهاية، ولا القبل ولا البعد، ولا تحت ولا قدام، ولا خلف ولا كيف، لأن جميع ذلك ما ورد به الشرع إلا ما ذكرناه من أنه على العرش استوى، على ما ورد به القرآن والأخبار، بل هو ﷿ خالق لجميع الجهات ولا يجوز عليه الكمية. واختلف في جواز إطلاق تسميته بالشخص، فمن جوز ذلك فلقول النبي ﷺ في حديث المغيرة بن شعبة ﵁: (لا شخص أغير من الله، ولا شخص أحب إليه المعاذير من الله). ومن منع ذلك فلأن لفظ الخير ليس بصريح في الشخص لاحتماله أن يكون معناه: لا أحد أغير من الله. وقد ورد في بعض الألفاظ: (لا أحد أغير من الله). ولا يجوز أن يسمى فاضلًا وعتيقًا وفقيهًا ولا فهيمًا ولا فطنًا ولا محققًا وعاقلًا وموقرًا ولا طيبًا، وقيل يجوز.

1 / 168