رجلٍ من بني سلامان١، وابن عبد البر٢، وابن حزم٣، وابن سَيّد النَّاس٤، ورجَّحه ابن القيم٥، واعتمده معظم المؤرِّخين المعاصرين. وهذا القول وسط بين القولين السابقين، وهو الراجح فيما يبدو لي لعدَّة اعتبارات، فهو قول غالبية أهل المغازي كما رأينا.
كما أنَّ القول بهزيمة المسلمين غير صحيح لثلاثة أُمور:
أولًا: الروايات في ذلك ضعيفة، فهي عن الواقدي، وتلميذه ابن سعد الذي يعدّ في غالب الظَّن ناقلًا عن شيخه، والواقدي متروك خاصّةً إذا انفرد. ورواية أبي موسى التي ذكرها ابن سعد ضعيفة أيضًا.
ثانيًا: مخالفة هذه الروايات لرواية الصحيح، وقول النَّبيّ ﷺ فيه: ففتح الله عليهم.
ثالثًا: قلة قتلى المسلمين في المعركة، وعدم وقوع أسرى منهم في أيدي العدو، وكل ذلك يخالف ما يكون عليه المنهزم عادةً في المعركة.
أيضًا القول بهزيمة الروم وحلفائهم في المعركة، غير صحيح، لثلاثة أسباب:
١ سبق تخريجه برقم [٤] .
٢ الدرر ٢٢٣.
٣ جوامع السيرة ٢٢٢.
٤ عيون الأثر ٢/٢٠١.
٥ قال ابن القيم (زاد ٢/١٥٦): والصحيح ما ذكره ابن إسحاق أنَّ كُلَّ فئة انحازت عن الأُخرى.