المطلب الرابع: سير الأحداث:
في شهر شوَّال من السنة السابعة من مُهَاجر رسول الله ﷺ:
[١] "قدم رجل من أشجع، يُقال له، حُسَيْل بن نويرة، وقد كان دليل النَّبِيِّ ﷺ إلى خيبر، فقال له رسول الله ﷺ: "من أين يا حُسيل؟ قال: "قدمت من الجناب، فقال رسول الله ﷺ: "ما وراءك؟ قال: "تركت جمعًا من غطفان بالجناب، وقد بعث إليهم عُيَيْنة يقول لهم: "إمَّا تسيروا إلينا وإمَّا نسير إليكم، فأرسلوا إليه أن سِرْ إلينا حتَّى نزحف إلى محمَّدٍ جميعًا، وهم يريدونك، أو بعض أطرافك"١".
وكعادته ﷺ في استباق الأحداث، وسياسته المتبعة مع الأعداء عامَّة، والأعراب خاصَّة، بالتحرُّك سريعًا للقضاء على قُوَّة العدو، ووئدها في مهدها، قبل أن تستفحل وتنتشر، ولأنَّ لِعُيَيْنَة سابقة من هذا النوع من قبل، سارع النَّبِيُّ ﷺ باستدعاء صاحبيه، ووزيريه (أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق ﵄، وشاورهما في الأمر: