149

Ghayat Maram

غاية المرام

Baare

حسن محمود عبد اللطيف

Daabacaha

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الْقَاعِدَة الأولى فِي بَيَان مَا يجوز على الله تَعَالَى وَقد أطبقت الأشاعرة وَغَيرهم من أهل الْحق على جَوَاز رُؤْيَة البارى عقلا ووقوعها شرعا واجمعت الفلاسفة وجماهير الْمُعْتَزلَة على انْتِفَاء ذَلِك مُطلقًا وَمن أهل الضلال من فصل وَقَالَ إِنَّه يرى نَفسه وَإِنَّمَا يمْتَنع ذَلِك على غَيره وَالْوَاجِب الْبِدَايَة بِتَقْدِيم النّظر فِي طرف الْجَوَاز العقلى أَولا ثمَّ فِي وُقُوعه شرعا ثَانِيًا وَقد سلك المتكلمون فِي ذَلِك من أهل الْحق مسالك لَا تقوى المسلك الأول هُوَ مَا اشْتهر من قَوْلهم الرُّؤْيَة تتَعَلَّق بالموجودات الْمُخْتَلفَة كالجواهر والأعراض وَلَا محَالة أَن مُتَعَلق الرُّؤْيَة فِيهَا لَيْسَ إِلَّا مَا هُوَ ذَات وَوُجُود وَذَلِكَ لَا يخْتَلف وان تعدّدت الموجودات وَأما مَا سوى ذَلِك مِمَّا يَقع بِهِ الِاتِّفَاق والافتراق فأحوال لَا تتَعَلَّق بهَا الرُّؤْيَة لكَونهَا لَيست بذوات وَلَا وجودات وَإِذا كَانَ مُتَعَلق الرُّؤْيَة لَيْسَ إِلَّا نفس الْوُجُود وَجب أَن تتَعَلَّق الرُّؤْيَة بالبارى لكَونه لَا محَالة مَوْجُودا

1 / 159