19

Gharib Quran

غريب القرآن لابن قتيبة

Baare

أحمد صقر

Daabacaha

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

بَابُ تَأْوِيلِ حُرُوفٍ كَثُرَتْ فِي الْكِتَابِ ١- ﴿الجن﴾ من "الاجْتنان"، وهو الاسْتِتارُ. يقال للدرع: جُنَّةٌ؛ لأنها سترت. ويقال: أجَنَّه الليل؛ أي: جعله من سواده في جُنّة؛ وجَنَّ عليه الليلُ. وإِنما سموا جِنًّا: لاستتارهم عن أبصار الإنس. وقال بعض المفسرين في قوله: ﴿فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ (١)؛ أي: من الملائكة (٢) . فسماهم جنًّا: لاجتِنَانهم واستتارهم عن الأبصار. وقال الأعشى يذكر سليمانَ النبيَّ ﷺ: وَسَخَّرَ مِنْ جِنِّ الْمَلائِكِ تِسْعَةً ... قِيَامًا لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بِلا أَجْرِ (٣) * * * ٢- وسُمي ﴿الإنس﴾ إنسا: لظهورهم، وإدراكِ البصر إياهم. وهو من قولك: آنستُ كذا؛ أي: أبصرتُه. قال الله جل ثناؤه: ﴿إِنِّي آنَسْتُ نَارًا﴾ (٤) أي: أبصرت.

(١) سورة الكهف ٥٠. (٢) راجع اللسان ١٦/ ٢٥١، ويروى عن قتادة وابن عباس أنهما قالا: إنه كان من قبيل من الملائكة يقال لهم: الجن. وأن ابن عباس قال: لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود. وقال الحسن البصري: قاتل الله أقواما يزعمون أن إبليس كان من الملائكة، والله يقول: كان من الجن. راجع تفصيل ذلك في الدر المنثور ٤/ ٢٢٧. (٣) البيت له في اللسان ١٦/ ٢٥١ وتأويل مختلف الحديث ٣٥٢. (٤) سورة طه ١٠، وسورة النمل ٧، وسورة القصص ٢٩.

1 / 21