Gharamiyyat Catullus
غراميات كاتولوس: فطحل شعراء الغزل الرومان
Noocyada
ويبدو أن كاتولوس أمضى العامين الأخيرين من حياته في سيرميو وفيرونا، ولم يخل الأمر من زيارات خاطفة إلى روما مفكرا - كما فعل كيتس
Keats
من بعده - في موت شقيقه وفي حبه التعس، آملا أن ينسى أحزانه وقرض الشعر. ولهذه الحقبة من الزمان ينتمي عدد لا يستهان به من أشعار كاتولوس القصيرة؛ أفضلها منظومته عن أكمي وسيبتيميوس
Acme & Septimius ، وأردؤها ما كتبه عن مامورا
Mamurra ، ويتجلى فيه ما بين الشاعر ومامورا من تحامل شخصي محض مرده أميانا
Ameana ؛ تلك السيدة التي كان بينها وبين الفضيلة حب مفقود، كما كانت ذات يوم موضوع حب كاتولوس حتى هجرته إلى أحضان القائد ...
الباب الثاني
غرام كاتولوس بليسبيا
تداعب قصص الغرام بسحرها المغري خيال الشباب والشيوخ من الجنسين فتجيش لها أقوى العواطف، كما يستجيب لها أكثر المشاعر العالمية. بيد أنه عندما تكون المحبوبة من ألمع شخصيات عصرها؛ فإن نفوذها لا ينبسط على المسرح السياسي فحسب، بل وعلى المجتمع أيضا، فيبلغ نفوذها شأوا لا يقل في عظمته عن خطورته، فيزداد الأمر عندئذ أهمية ويكون لأدق التفاصيل في حياة الحبيبة الخاصة قيمتها البالغة لدى المؤرخ والتربوي. فإن حدث وكان الطرف الثاني شاعرا غراميا؛ فإنه يسجل في أشعاره جميع مراحل علاقته الغرامية منذ أول لحظة من لحظات الطرب والسرور إلى آخر شقوة من شقوات الحب الفاشل دون أن يترك أي نقد أدبي لشعره، مهتما أشد الاهتمام بالتعبير الدقيق عن كل خلجة من خلجات الحس، حتى تبدو صورة رائعة للمشاعر والعواطف الإنسانية، مجسمة ناطقة. فلعل هذا وحده من الأسباب الأولى التي تجعل من قصة غرام ليسبيا وكاتولوس موضوعا جديرا بالتسجيل وقصة خليقة بالذكر، ورواية غرامية تتجاوب مع العواطف الإنسانية الرقيقة، وإن كانت لا تخلو من تباريح الهوى ومن النيران المتأججة المستعرة التي يكوى بها قلب كل محب. ولعل غرام كاتولوس هو الذي صدق فيه قول الشاعر العربي:
سلني عن الحب يا من ليس يعلمه
Bog aan la aqoon