يشار إليه بالبنان، وأن يسير بعلمه الركبان، فضلا عن إحاطة مجتمعه بمكانته بينهم، فلم يكن شخصا عاديا بينهم، بل كان مشهورا بالعلم والدين والعبادة والورع، ومعلوم أن العلماء رؤوس الناس ومحط أنظارهم، فكيف بمن جلس لإقراء الحديث والفقه في جامع دمشق في أول النهار من كل يوم، وعرض عليه جهات (١) كثيرة فيعرض عنها، كما ذكر ابن كثير، وابن تغري بردي (٢).
مؤلفاته:
لم نقف على كم من مؤلفات هذا الإمام سوى هذا النظم (قصيدة في أصول الحديث)، وشرح الأربعين النووية، ومختصر خلافيات البيهقي (٣)، ويقول ابن كثير: له كتابة لكتب كبيرة وصغار، وله شعر جيد من ذلك: قصيدة نحو عشرين بيتا في أنواع الحديث (٤).
وفاته:
قال الحافظ الذهبي: انتقل إلى رحمة الله تعالى، حميدا مفيدا بمنزله في تربة أم الصالح مبطونا، في (٩/ ٦/٦٩٩) ليلة الأربعاء التاسع من جمادى الآخرة، سنة تسع وتسعين وستمائة من الهجرة (٥).
_________
(١) (أي مناصب في جهات مرموقة كالقضاء، واليوان ونحو ذلك.
(٢) طبقات الفقهاء الشافعية ٢/ ٩٤٠ والنجوم الزاهرة ٨/ ١٩١.
(٣) انظر (كشف الظنون ٥٩، ١٣٢٩، والرسالة المستطرفة ١٦٢).
(٤) طبقات الفقهاء الشافعية ٢/ ٩٤٠
(٥) التذكرة ١٤٨٦، وطبقات الفقهاء الشافعية ٢/ ٩٤١.
1 / 20