وكان يوم الفراق يقترب ومظاهر الألم والحزن تبدو على الغراندوق، كما أن الملكة أصيبت بذهول غريب ارتعب له صديقها الكبير اللورد ملبورن، ولكنهما - الملكة والغراندوق - كانا قد أدركا بعد أن هدأت عاطفتهما واستقرت أنه لا يجب أن يفكر الواحد منهما في الآخر؛ إذ يجب أن يسافر هو ليؤدي واجبه لبلاده، كما يجب أن تبقى هي لتؤدي واجبها.
وقد بلغ من حزن الملكة أن صارت لا تسجل في مفكرتها غير تفاصيل مقابلاتهما الأخيرة. وفي يوم 27 مايو أقيمت حفلة الوداع الأخيرة، فكتبت عنها الملكة ما يلي:
لقد كان يوما جميلا بديعا، ومع ذلك لا أعرف لماذا كان أول شعور خالجني، على الرغم من جمال اليوم واخضرار نباته وبهائه، هو شعور الحزن. وقد رأيت الغراندوق وهو يصل إلى القصر في الساعة السابعة والدقيقة 20، وقد أرسل إلي التحية وأنا في نافذتي، ثم تناول الطعام في الساعة الثامنة والدقيقة 15 مع رجال حاشيته.
الغراندوق إسكندر.
وقد ذهبنا بعد العاشرة بقليل إلى الصالون الأحمر، وهو الذي يؤدي إلى حجرة المائدة، وكانت به فرقة موسيقية، وهناك بدأنا الرقص. وقد رقصت أولا مع الغراندوق، ثم عزفت الموسيقى دورا للفالز فبقيت في مكاني، ورقصت بعد ذلك مع المسيو تولستوي، ثم جاء دور الفالز من جديد فلازمت مكاني كما لازمه الغراندوق.
وبعد منتصف الليل بقليل انتقلنا إلى حجرة المائدة للعشاء، وبعد العشاء رقص الجميع المازوركا
1
نحو نصف ساعة. وقد طلب مني الغراندوق أن أشترك فيها بأن أدور بضع خطوات ففعلت، ولم أكن قد جربت ذلك من قبل فوجدته لطيفا. ولما كان الغراندوق خفيف الحركة، فإن زميلته في الرقص تضطر إلى العدو للحاق به، ومن ثم تشعر كأنها تطير كما هو الحال في رقصة الفالز.
ولقد رقصت مع الغراندوق وعبثت معه وضحكت كثيرا، حتى إنني لم أشعر بتسلية مثل التي شعرت بها وأنا إلى جانبه، وقد آويت إلى مخدعي في منتصف الساعة الرابعة صباحا، ولكنني لم أتمكن من النوم إلا إلى الساعة الخامسة!
وكان اليوم التالي يوم الوداع، فقابلت الملكة صديقها اللورد ملبورن مقابلة طويلة، وذكرت الملكة في مفكراتها أنها قالت للوزير: إن جميع أنواع التسلية والاستمتاع تحدث في تأثيرا حسنا.
Bog aan la aqoon