271

غليظ «

** من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها

له على الإيمان ، فاشتركا من هذا الوجه ، فصح إطلاق أحدهما على الآخر. السادس : ولا تكونوا أول من جحد مع المعرفة. السابع : أول فريق كفر من اليهود لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وبها قريظة والنضير ، فكفروا ثم تتابعت سائر اليهود على ذلك الكفر. الثامن : ولا تكونوا أول الكافرين به صلى الله عليه وسلم عند سماعكم بذكره صلى الله عليه وسلم ، بل تثبتوا وراجعوا عقولكم فيه صلى الله عليه وسلم .

السؤال الثاني : كأنه يجوز لهم الكفر إذا لم يكونوا أول الجواب ليس في ذكر الشيء دلالة على أن ما عداه بخلافه. وأيضا في قوله ( وآمنوا ) دلالة على أن كفرهم أولا وآخرا محظور. وأيضا قوله ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ) لا يدل على إباحة ذلك بالثمن الكثير. وقوله ( رفع السماوات بغير عمد ترونها ) [الرعد : 2] لا يدل على وجود عمد لا نراها فكذلك هاهنا. قال المبرد : هذا الكلام خطاب لقوم خوطبوا به قبل غيرهم ، فقيل لهم : لا تكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإنه سيكون بعدكم كفار ، فلا تكونوا أنتم أول الكفار فإنه يكون عليكم وزر من كفر إلى يوم القيامة. والاشتراء استعارة للاستبدال كما قلنا في ( اشتروا الضلالة بالهدى ) [البقرة : 16] أي لا تستبدلوا بآياتي ثمنا قليلا ، وإلا فالثمن هو المشترى به ، والثمن القليل هو الرياسة التي كانت لهم في قومهم. خافوا عليها لفوات لو تبعوا دين الإسلام. وقيل : الثمن هو الرشا التي يأخذها علماؤهم على تحريف الكلم عن مواضعه وتسهيلهم لهم ما صعب عليهم من الشرائع ( وإياي فاتقون ) مثل ( وإياي فارهبون ) وقيل : الاتقاء إنما يكون عند الجزم الجزم بحصول ما يتقى عنه ، فكأنه أمرهم بالرهبة. على أن جواز العقاب قائم ، ثم أمرهم بالتقوى على أن يقين العقاب قائم.

قوله ( ولا تلبسوا ) أمر بترك الإغواء والإضلال كما أن قوله ( وآمنوا ) أمر بترك الكفر والضلال. ولإضلال الغير طريقان : لأنه إن سمع الدلائل فإضلاله بتشويشها عليه ، وإن لم يسمعها فإضلاله بكتمانها ومنعه من الوصول إليها. فقوله ( ولا تلبسوا ) إشارة إلى القسم الأول ، وقوله ( وتكتموا ) المجزوم بلا المقدرة للنهي عطفا على المنهي قبله إشارة إلى القسم الثاني. والباء التي في ( بالباطل ) إما للوصل كما في قولك «لبست الشيء بالشيء» خلطته به ، فكان المعنى : ولا تكتبوا في التوراة ما ليس منها فيختلط الحق المنزل بالباطل

Bogga 273