Ghandi iyo Dhaqdhaqaaqa Hindiya
غاندي والحركة الهندية
Noocyada
ولكن لتولستوي أثرا آخر في غاندي، لأن هذا الكاتب الروسي العظيم كان يؤمن بأن المبادئ الدينية التي تقول بالرحمة والتضحية هي مبادئ عملية يمكن العمل بها على الرغم من اعتراض بعض الأوربيين بأنها خيالية. ويعرف القراء أن غاندي يمارس الآن هذه المبادئ ممارسة عملية وينجح بتطبيقها في كسر شوكة المستعمرين.
ثم هناك كاتب أمريكي قد تأثر به غاندي كثيرا، نعني به ثورو، فإن هذا الكاتب هجر المدن وقصد إلى الريف والغابة وقنع بأقل مقدار من الطعام واللباس، وهو صاحب كلمة «العصيان المدني» التي نقلها عنه غاندي وعمل بها.
هؤلاء هم الكتاب الذين يشعر المتتبع لسيرة غاندي أنهم أثروا فيه وجعلوه يجنح إلى الطبيعة ويجحد الحضارة الأوربية. ولست أعني أنه ليس له سوى فضل النقل، فإنه عبقري الذهن ألمعي القلب، ينظر إلى الدنيا نظرا بكرا. ونحن لذلك نقرؤه وكأنا نرتوي منه بماء صاف. وخير من أن نقول إنه ناقل أن نقول إنه تربة خصبة زكت فيها أسمى المبادئ الرجعية الحديثة. وأنا أذكر هنا «الرجعية» كما يرى القارئ، وأزكيها، لأن كل رجعية تهيب بنا إلى العودة إلى الوطنية إنما تستبدل ببذخ المدينة ترفا جديدا للنفس، وحسبنا ذلك.
ولكن لغاندي رجعية أخرى هي كراهة الآلات وإيثار الصناعات اليدوية، وهذه رجعية لا يمكن الدفاع عنها، كما سيرى القارئ.
الفصل الخامس عشر
غاندي والمرأة الهندية
لا يحارب غاندي استبداد الإنجليز فقط، ولا يقتصر على مكافحة الاستعمار، بل هو يحارب استبداد الهنود بعضهم ببعض ولا يبالي أن يغضب رجال الدين، أو رجال التقاليد في بلاده، حين ينشد المساواة والحرية.
ولهذا الزعيم العظيم برنامج داخلي لإصلاح بلاده لخصه هو نفسه في خمسة أشياء وهي: (1)
محو النجاسة. أي مساواة المنبوذين بغيرهم من الهندوكيين في الحقوق والواجبات الدينية والمدنية. (2)
منع الإتجار بالخمور أو المخدرات في جميع أنحاء الهند. (3)
Bog aan la aqoon