Ghandi Sira Dhatiyya

Mahatma Gandhi d. 1450 AH
93

Ghandi Sira Dhatiyya

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

Noocyada

كانت القصص عن مثل هؤلاء المحامين تثبط من عزيمتي.

وكان يستطرد قائلا: «ليس من الغريب على المحامي المعتمد من النقابة أن يظل لخمس أو سبع سنوات دون عمل. وهذا هو ما جعلني ألتحق بالتدريب على المحاماة. سوف تكون محظوظا إن استطعت أن تستقل ماليا في ثلاث سنوات.»

كانت المصاريف تتزايد شهرا بعد شهر. لم أستطع تحمل أن ينظر إلي كمحام خارج المنزل، في حين لا أزال أعد نفسي لأكون محاميا داخله. لهذا لم أستطع أن أخصص اهتمامي كله لدراستي. نما لدي شغف بقانون الإثبات وقرأت كتاب ماين «القانون الهندي» باهتمام بالغ، لكن مع هذا كله لم تواتني الجرأة كي أتولى أي قضية. وكنت أشعر بعجز تام كالذي تشعر به العروس في أول يوم لها في بيت زوجها.

في ذلك الوقت، توليت قضية لموكل من ممباي

Mambai ، لكنها كانت «قضية بسيطة». وقد قال لي البعض إنه يجب أن أدفع عمولة إلى سمسار القضايا، فرفضت بشدة. فقالوا لي: «ولكن حتى أعظم المحامين الجنائيين ممن يجنون من ثلاثة إلى أربعة آلاف روبية شهريا، يدفعون تلك العمولة!»

فأجبت قائلا: «أنا لست في حاجة إلى أن أصبح مثل هؤلاء المحامين. يكفيني أن أجني 300 روبية شهريا، فوالدي لم يكن يتحصل على أكثر من هذا.»

فقال لي أحدهم: «كان هذا فيما مضى، أما الآن فقد زادت تكاليف المعيشة في بومباي للغاية، ويجب أن تنظر إلى الأمور نظرة عملية.»

تمسكت بموقفي، ولم أدفع العمولة، ومع ذلك، حصلت على قضية ذلك الموكل من ممباي. كانت القضية بسيطة، وتقاضيت عنها 30 روبية، ولم تستغرق مني القضية أكثر من يوم.

كان هذا أول مثول لي أمام محكمة المطالبات الصغيرة، وكنت المحامي الموكل عن المدعى عليها، وكان علي استجواب شاهد الادعاء، وما إن وقفت حتى شعرت باضطراب جم، كانت رأسي تدور، وشعرت كأن القاعة بأسرها تدور معها، ولم أستطع التفكير في أي سؤال لأوجهه للشاهد. ضحك القضاة بلا شك، واستمتع المحامون بالمشهد. لكنني كنت قد فقدت القدرة على الرؤية بوضوح، فجلست في مقعدي ونصحت موكلتي باسترداد أتعابها وتوكيل السيد باتل، الذي قبل القضية نظير 51 روبية. وبالطبع، كانت القضية بالنسبة له شيئا لا يذكر. وهرعت خارجا من المحكمة دون أن أعلم هل ربحت موكلتي القضية أم خسرتها. وشعرت بالخزي وقررت ألا أقبل أي قضية أخرى حتى أتحلى بالشجاعة الكافية. وبالفعل لم أذهب إلى قاعة المحكمة مجددا إلا بعد رحيلي إلى جنوب أفريقيا. ولم يعد علي قراري هذا بأي نفع، لكنني وبكل بساطة حاولت أن أكون واقعيا. فما من أحمق سيوافق على توكيلي بقضية، ليخسرها.

كانت هناك قضية أخرى في انتظاري في بومباي، وكان علي أن أكتب مذكرة حول أرض جرى مصادرتها في بورباندار يمتلكها أحد المسلمين، لقد حدثني موكلي كما يحدث الوالد الجليل ابنه، ومع أن قضيته بدت واهية، فقد وافقت على صياغة المذكرة من أجله، وتحمل هو تكاليف الطباعة. كتبت المذكرة ثم قرأتها على بعض الأصدقاء، فأثنوا عليها، وجعلني هذا الثناء أشعر بالثقة بمقدرتي على كتابة المذكرات، وقد كنت قادرا على ذلك بالفعل.

Bog aan la aqoon