Ghandi Sira Dhatiyya

Mahatma Gandhi d. 1450 AH
91

Ghandi Sira Dhatiyya

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

Noocyada

Nasik

قبل التوجه إلى راجكوت، واغتسلت في مياه النهر المقدس، وعند بلوغنا راجكوت، أقام مأدبة للطائفة. لم يعجبني كل هذا، لكن حب أخي لي كان بلا حدود وكذلك كان إخلاصي له. وهكذا، تصرفت بصورة تلقائية وفق رغبته ملتزما بإرادته كأنها قانون ملزم. وبذلك انتهت المشكلة المتعلقة بعودتي إلى الطائفة تقريبا.

لم أحاول قط الحصول على قبول المجموعة التي رفضت قبول عودتي. ولم أشعر حتى بالاستياء تجاه أي من زعماء تلك المجموعة. ومع أن بعض هؤلاء الزعماء قابلوني ببغض، حرصت على ألا أجرح مشاعرهم. احترمت أحكام الطائفة التي تتناول العزل تماما. وبموجب هذه الأحكام، لا يمكن لأي من أقربائي استضافتي، ولا سيما والد ووالدة زوجتي، وحتى أختي وزوجها، فلا يمكنني حتى أن أتناول كوبا من الماء في منزل أي منهم. وكان أقربائي مستعدين لمساعدتي سرا وتجنب الحظر، لكنني لم أشأ أن أفعل في السر ما لا أستطيع فعله في العلانية.

ساعدني تصرفي هذا في عدم تعرض الطائفة لي قط، بل إنني حزت إعجاب وكرم غالبية المجموعة التي كان أعضاؤها لا يزالون يعتبرونني معزولا. بل إن هؤلاء ساعدوني في عملي دون توقع مقابل يعود مني على الطائفة. أعتقد أن كل هذه الأشياء الطيبة ترجع لعدم مقاومتي لقرارهم، فلو كنت ثرت من أجل إعادتي للطائفة أو حاولت شقها إلى أقسام أو استثرت رجالها، لسعوا للانتقام مني. وحينها كنت سأجد نفسي عند عودتي من إنجلترا وسط دوامة من الاهتياج وربما طرفا في خداع بدلا من تجنب العاصفة.

لم تصبح علاقتي بزوجتي كما كنت أتمنى. فحتى إقامتي في إنجلترا لم تطفئ نيران الغيرة التي تلتهب بداخلي. فاستمرت وساوسي وشكوكي فيما يتعلق بكل التفاصيل الصغيرة، ومن ثم ظلت الأماني التي كنت أنشدها مجرد آمال، فقررت أن تتعلم زوجتي القراءة والكتابة، وأن أساعدها في دراستها، لكن شهوتي حالت دون ذلك، فكان عليها أن تعاني جراء ضعفي. ذات مرة مددت مدة إقامة زوجتي لدى والديها، ولم أوافق على عودتها إلى المنزل إلا بعد أن أجعلها تشعر بالأسى التام، وقد اكتشفت بعد ذلك أن كل ما كنت أفعل إنما هو حماقة مني.

سعيت إلى إحداث إصلاح في مجال تعليم الأطفال، فكان لدى أخي أطفال وكان ابني الذي تركته عندما ذهبت إلى إنجلترا قد ناهز الرابعة حينها، وأردت أن أعلم هؤلاء الصغار التدريبات البدنية وأن أجعلهم أقوياء، بالإضافة إلى مساعدتهم بتوجيهي الشخصي، وقد أعانني أخي على ذلك، فنجحت في مسعاي بقدر ما. وكنت أحب رفقة الأطفال، وها هي عادة اللعب والمزاح معهم تلازمني حتى وقتنا هذا، ومنذ ذلك الحين، اعتقدت أنه يمكنني أن أكون معلما جيدا للأطفال.

وكانت هناك حاجة ملحة «للإصلاح» الغذائي، كان المنزل يحوي الشاي والقهوة بالفعل، ورأى أخي أنه يجب أن يوفر لي نوعا من المناخ الإنجليزي عند عودتي، ومن ثم أصبح استخدام الآنية الفخارية وغيرها من الأشياء التي كنا نستخدمها فقط في المناسبات الخاصة أمرا مألوفا، لكن «إصلاحاتي» أضافت اللمسة الأخيرة، فقدمت عصيدة الشوفان المجروش واستبدلت الكاكاو بالشاي والقهوة، لكنه في الواقع أصبح إضافة إلى الشاي والقهوة. وكان استخدام الأحذية والأحذية طويلة الرقبة شائعا بالفعل، لكنني أكملت إضفاء صبغة الحياة الأوروبية بإضافة الزي الأوروبي.

أدى كل ذلك إلى زيادة نفقاتنا، وكان هناك أشياء جديدة تضاف يوما بعد يوم، ولا عجب إذ إننا قد أسرفنا في النفقات، أو كما يقال ربطنا فيلا أبيض على باب منزلنا، ولكن من أين لنا أن نسدد تلك النفقات؟ إن بداية ممارسة المحاماة في راجكوت ستعتبر بلا شك أمرا سخيفا. فلم أكن أمتلك إلا معرفة ضئيلة بالنسبة لمحام مؤهل، ومع ذلك كنت أنتظر تلقي مقابل أتعاب يصل إلى عشرة أضعاف أتعابه! لا يمكن أن يوجد موكل بهذه الحماقة كي يوكلني، وفي حالة وجود مثل هذا الموكل، فهل أضيف إلى جهلي الغطرسة والخداع، وأزيد من الدين الذي أدين به إلى العالم؟

نصحني الأصدقاء بالذهاب إلى بومباي لبعض الوقت كي أكتسب الخبرة بالمحكمة العليا، وكي أدرس القانون الهندي وأحصل على أكبر قدر من القضايا، فأخذت بهذه النصيحة ورحلت إلى بومباي.

وهناك، بدأت تأسيس منزل، فاستأجرت طاهيا لا يختلف عني في عدم كفاءته، وكان الطاهي ينتمي إلى البراهمة، فكنت أعامله كفرد من الأسرة وليس كخادم. كان يسكب المياه على جسده، لكنه لم يكن يغتسل قط، وكان مئزره متسخا وكذلك القلادة المقدسة،

Bog aan la aqoon