Ghandi Sira Dhatiyya
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
Noocyada
فأجابني: «ستعرف عندما تمكث هنا بضعة أيام، فنحن يمكننا العيش فقط في مثل هذه البلاد، لأننا من أجل كسب المال لا مانع لدينا من السكوت عن الإهانات التي نتعرض لها.» ثم أخذ يروي لي المآسي والصعاب التي يعانيها الهنود في جنوب أفريقيا.
وسأروي فيما بعد المزيد عن السيد عبد الغني.
قال لي: «هذه البلاد لا تصلح لشخص مثلك، يجب أن ترحل غدا إلى بريتوريا، وسوف يتعين عليك أن تركب في الدرجة الثالثة؛ فالأحوال في الترانسفال أسوأ منها في ناتال؛ فتذاكر الدرجة الأولى والثانية لا تمنح للهنود أبدا.» - «من المؤكد أنكم لم تسعوا بجد لإصلاح هذا الأمر.» - «لقد أرسلنا ممثلين عنا، لكن صراحة لم يرغب رجالنا من الهنود أيضا أن يكون سفرهم في الدرجة الأولى والثانية قاعدة ثابتة.»
أرسلت في طلب لوائح وقوانين السكك الحديدية واطلعت عليها، فوجدت ثغرة في تلك القوانين، وكانت لغة تشريعات الترانسفال القديمة غير واضحة وغير دقيقة، ولا سيما قوانين السكك الحديدية.
توجهت إليه قائلا: «أرغب في السفر في الدرجة الأولى، وإلا فأنا أفضل استئجار عربة للسفر إلى بريتوريا التي تبعد سبعة وثلاثين ميلا.»
لفت السيد عبد الغني نظري إلى الوقت والمال الإضافيين اللذين سيتطلبهما السفر بواسطة عربة مستأجرة، لكنه وافق على طلبي السفر في الدرجة الأولى. وبناء على ذلك، بعثنا برسالة إلى ناظر المحطة ذكرت فيها أنني أعمل محاميا وأنني معتاد على السفر في الدرجة الأولى. وذكرت أنني في حاجة إلى الوصول إلى بريتوريا في أسرع وقت ممكن، وأنه نتيجة لضيق الوقت لن أستطيع انتظار رسالة منه بل سأستلم رده شخصيا في المحطة متوقعا حصولي على تذكرة في الدرجة الأولى . وبالطبع كان هناك سبب يكمن خلف طلبي استلام رده بصورة شخصية، فلقد رجحت أنه في حالة قيامه بالرد علي كتابة ستكون الإجابة بلا شك بالرفض، خاصة وأنه يحمل في ذهنه صورة المحامي «القولي». أما عندما أقابله بشخصي مرتديا الزي الإنجليزي وأتحدث إليه، ربما أقنعته بمنحي تذكرة في الدرجة الأولى. فذهبت إلى المحطة مرتديا معطفا وربطة عنق، ثم وضعت جنيها ذهبيا على شباك التذاكر وطلبت تذكرة في الدرجة الأولى.
فسألني: «أنت من أرسل لي تلك الرسالة؟» «نعم، هو أنا، وسأكون ممتنا للغاية إذا أعطيتني التذكرة؛ فيجب أن أصل إلى بريتوريا اليوم.»
ابتسم الرجل، ثم ظهرت على وجهه تعبيرات الأسف وقال: «أنا لا أنتمي إلى الترانسفال، بل أنا هولندي، أقدر ما تشعر به، وأشعر بالتعاطف معك، وأنا فعلا أريد أن أعطيك التذكرة لكن بشرط واحد، ألا تورطني في الأمر إذا طلب منك موظف القطار أن تنتقل إلى عربة الدرجة الثالثة، فحينها عليك ألا تقاضي شركة السكك الحديدية. أتمنى لك رحلة سعيدة، فأنا أراك حقا سيدا نبيلا.»
حجز لي ناظر المحطة التذكرة، فشكرته وطمأنته.
جاء السيد عبد الغني لتوديعي في المحطة، وقد ذهل عندما علم بما حدث، ولكنه حذرني قائلا: «أرجو أن تصل إلى بريتوريا سالما. أخشى أن موظف القطار لن يدعك بسلام في الدرجة الأولى، وحتى إن فعل، فلن يفعل الركاب.»
Bog aan la aqoon