ونهض وفتح العلبة بنفسه، وسار إليها حيث هي واقفة وقرب منها العلبة وهو يقول: ما رأيك في هذا الخاتم؟
ورأت شيئا يبرق فوق قطيفة حمراء، وقالت في شرود وهي تنظر إلى أسنانه الصفراء: أنا لا أفهم في هذه الأشياء.
وحملق فيها مندهشا وقال: إن فيه فصا من الماس الحر!
واقترب وجهه منها، ورأت عينيه الجاحظتين عن قرب يطفو فوقها غشاء معتم يخفي ذلك البريق الطبيعي للعينين.
لعله دفع ثمنا غاليا، ربما دفع مائة جنيه أو أكثر، ولكن ما قيمة هذا عندها؟
إنها لا تستخدم هذه الأشياء، لا تلبس الخواتم أو الأساور أو العقود، إنها تضيق بجلدها الذي يلتف حول جسمها فكيف تلف حول أعضائها حبلا آخر؟ إنها تحس ثقل عضلاتها وعظامها فكيف تثقل مفاصلها بسلاسل معدنية من أي نوع كانت؟
واقترب منها وهو يردد: إن فيه فصا من الماس الحر!
وابتسمت في صمت، إنه لن يفهم أبدا. ماس حر! لن تستخدمه في شيء، فما الفرق بينه وبين قطعة عاج أو زجاج؟ هل يفرق التراب بين أي شيء؟
وعادت إلى عينيه الذبذبة بدرجتها المعهودة وقال بصوت مصدوم: أي هدية يمكن أن ترضيك؟ ولم تعرف بماذا ترد. ماذا كان فريد يهديها؟ هل اشترى لها فريد هدية؟ إنها لا تذكر؛ لم يكن يشتري لها شيئا، لم يكن هناك شيء قابل للشراء، وماذا كان يمكن أن يشتري؟ كلماته؟ نبرة صوته؟ بريق عينيه؟ دفء أنفاسه وحنان شفتيه؟
ووضع يده السمينة الطرية فوق كتفها، وقال: ماذا آتي به إليك لتكوني سعيدة؟ وتقلصت عضلات كتفها ونفضت عنها ثقل يده وتلفتت حولها؛ ماذا يمكن أن يأتي لي به؟ أيمكن أن يأتي بالمحتوى الهارب من الأنبوبة؟ أيمكن أن يأتي بتلك الفكرة الضائعة؟ أيمكن أن يقطع ذلك الصفير الأخرس غير المنقطع؟ أيمكن أن ترفع السماعة يوما فينقطع الجرس ويأتيها الصوت الغائب؟
Bog aan la aqoon