Berri Waxaan Xiraynaa Magaalada
غدا نقفل المدينة
Noocyada
كان الرئيس روهس جاهلا كل شيء عن فلسطين وعن اليهود؛ فراح يستفهم، ورحت أفهمه وأنا غير فاهم، ولكن روهس- ككل أبناء الفلبين - رجل عاطفي، وله حادثة شهيرة في الكونغرس الأميركي؛ إذ وقف يخطب مطالبا باستقلال بلاده وبكى. لم أكن متصنعا حين اختصرت له الحركة الصهيونية العدوانية، وفي ذروة الكلام بكيت أيضا. لم يعد بشيء، ولكني حين قلت له: إن مندوبنا في منظمة الأمم يعتقد أن رومولو سيقترع ضدنا أجاب: «هذا مستحيل التصور
This is unthinkable .»
وانصرفنا وكأنه لمح بي ريبة، فردد العبارة:
This is unthinkable .
وتواعدنا على أن نعود إلى مكتبة في الصباح التالي الساعة العاشرة، فنجتمع إلى وزير الخارجية.
وفي طريقنا إلى البيت مررت بمكتب البرقيات، فأرسلت تلغرافا مطولا إلى عمر حليق في مكتب الشئون العربية الأميركية في نيويورك أطلب إليه أن يبرق باختصار الحجج التي في صالحنا، وكنت واثقا أني أجد الجواب في الصباح؛ لأن بين مانيلا ونيويورك 12 ساعة فرقا بالوقت.
ونمنا تلك الليلة ونامت صينية الكبة في البراد.
وفي الصباح، وجدت على طاولتي في مكتبي جواب عمر حليق وبرقية مطولة موقعة باسم كميل نمر شمعون يطلب مني ما طلبه عادل أرسلان. وجهت هذه البرقية إلي لأني كنت قنصل لبنان الفخري في الفلبين. ذكرني أن أحدثك من حياتي كممثل ديبلوماسي، وكيف كنت أنثر الباسبورتات اللبنانية على كل «مقطوع» يتكلم العربية، منها تسعة باسبورتات للاجئين من ثوار إندونيسيا، ومنها نصف دزينة لعائلة «ميرو أسعد»، وهم سوريون من أنطاكية. على طريق فرن الشباك قامت بناية لآل أسعد كلفتهم سبعماية ألف ليرة، وقد حضرت أعراس سليم، وأنطون، وفيلكس أسعد على ثلاث فتيات من لبنان. الحق على شارل مالك، هو الذي أصر على أن أصبح قنصلا، والقوانين الدولية التي لم أعرفها، اخترعتها.
حاصله ...
ذهبنا الساعة العاشرة إلى مكتب رئاسة الجمهورية، وكان فخامته بالكلسون، ولكن كان فوق الكلسون بنطلون، وكان وقار الرئاسة يسود الغرفة هناك، وبين يديه «ملف «فلسطين»، قرأ منه أن ليس هناك اتفاق بين الفلبين وأميركا على شيء، بل كل ما هنالك تبادل رسائل تقول: إن المسألة الفلسطينية ستثار في منظمة الأمم، وإنه يحسن التشاور بين الدولتين حين تفتح الدورة.
Bog aan la aqoon