Garden of the Devout
روضة العابدين
Daabacaha
مكتبة الجيل الجديد
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Goobta Daabacaadda
صنعاء - اليمن
Noocyada
أمَا يخاف متعلم أو عالم لا يعمل بعلمه فيما وجب وفيما حرُم ما يكون عليه حاله بين يدي ربه يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان، ما لك؟! ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) (^١).
إن العمل بالعلم أمرٌ حثّ عليه الشارع الحكيم، ودعا إليه أهل العلم العاملون؛ لأنه ثمرة العلم، وبرهان صدق صاحبه. قال ابن عبد البر: "قد ذم الله في كتابه قومًا كانوا يأمرون الناس بأعمال البر ولا يعملون بها، ذمًّا وبخهم الله به توبيخًا يُتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة، فقال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٤٤]. قال أبو العتاهية:
وصفتَ التُقى حتى كأنك ذو تقى … وريحُ الخطايا من ثيابك تَسطعُ! " (^٢)
قال رسول الله ﷺ: (مررت ليلة أُسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قال: قلت من هؤلاء؟ قالوا: خطباء من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون) (^٣).
وقال ابن مسعود ﵁: "تعلموا، فإذا علمتم فاعملوا" (^٤). وكان أبو الدرداء ﵁ يقول: "إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي: يا عويمر، فأقول: لبيك ربّ، فيقول: ما عملت فيما علمت؟ " (^٥).
_________
(^١) رواه البخاري (٣/ ١١٩١)، ومسلم (٤/ ٢٢٩٠).
(^٢) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (١/ ١٩٤).
(^٣) رواه أحمد (١٩/ ٢٤٤)، وابن حبان (١/ ٢٤٩)، وهو صحيح.
(^٤) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (٢/ ٩).
(^٥) المصدر السابق (٢/ ٣).
1 / 48