Garden of the Devout
روضة العابدين
Daabacaha
مكتبة الجيل الجديد
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Goobta Daabacaadda
صنعاء - اليمن
Noocyada
تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: ٣].
فقد "أمر الناس أن يتبعوا ما أنزل إليهم، كلٌّ يتبع ما هو به أعلق، فالمشركون أنزل إليهم الزجر عن الشرك والاحتجاج على ضلالهم، والمسلمون أنزل إليهم الأمر والنهي والتكليف. فكلٌّ مأمور باتباع ما أنزل إليه" (^١).
"والمراد بـ ﴿مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ﴾ هو القرآن والسنة المبينة له، لا آراء الرجال" (^٢).
قال ابن القيم: " أول مراتب تعظيم الحق ﷿: تعظيم أمره ونهيه؛ وكذلك المؤمن يعرف ربه ﷿ برسالته التي أرسل بها رسول الله ﷺ إلى كافة الناس، ومقتضاها الانقياد لأمره ونهيه، وإنما يكون ذلك بتعظيم أمر الله ﷿ واتباعه وتعظيم نهيه واجتنابه، فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله تعالى ونهيه دالًا على تعظيمه لصاحب الأمر والنهي، ويكون بحسب هذا التعظيم من الأبرار المشهود لهم بالإيمان والتصديق وصحة العقيدة والبراءة من النفاق الأكبر؛ فإن الرجل قد يتعاطى فعل الأمر لنظر الخلق وطلب المنزلة والجاه عندهم، ويتقي المناهي خشية سقوطه من أعينهم وخشية العقوبات الدنيوية من الحدود التي رتبها الشارع ﷺ على المناهي، فهذا ليس فعله وتركه صادرًا عن تعظيم الأمر والنهي، ولا تعظيم الآمر والناهي" (^٣).
إن قبول نصوص الشريعة والانقياد لها من الإيمان والتصديق والخضوع والتواضع الذي يجب على الإنسان، ولا يصح الإسلام إلا بذلك.
فيجب" التسليم المحض للوحي، فإذا سلم القلب له رأى صحة ما جاء به، وأنه الحق بصريح العقل والفطرة، فاجتمع له السمع والعقل والفطرة، وهذا أكمل الإيمان،
_________
(^١) التحرير والتنوير، لابن عاشور (٨/ ١٢).
(^٢) أضواء البيان، للشنقيطي (٧/ ٣٠٠).
(^٣) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ١٥).
1 / 25