ومتى رأيت أبي وهم في مجلس
كان الإمام وهم من الخدماء
وأعاد قولهم عليهم ربنا
عدلا فأنزلهم إلى الأعداء
فحرابة الملأ الكريم عقوبة
لمقالهم في أول الآباء
أو ما ترى في يوم بدر حربهم
ونبينا في نعمة ورخاء
بعريشه متملقا متضرعا
لإلهه في نصرة الضعفاء
لما رأى هذي الحقائق كلها
معصومة قلبي من الأهواء
نادى فأسمع كل طالب حكمة
يطوي لها بشملة وجناء
طي الذي يرجو لقاء مراده
فيجوب كل مفازة بيداء
يا راحلا يقص المهامه قاصدا
نحوي ليلحق رتبة السمراء
قل للذي تلقاه من شجرائي
عني مقالة أنصح النصحاء
واعلم بأنك خاسر في حيرة
لما جهلت رسالتي وندائي
إن الذي ما زلت أطلب شخصه
ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس
الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه
بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة
من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية
من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي
فيه من الإمساء للإمساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى
أبدا منور ليلة قمراء
وابن المرابط فيه واحد شانه
جلت حقائقه عن الإفشاء
وبنوه قد حفوا بعرش مكانه
فهو الإمام وهم من البدلاء
فكأنه وكأنهم في مجلس
بدر تحف به نجوم سماء
وإذا أتاك بحكمة علوية
فكأنه ينبي عن العنقاء
فلزمته حتى إذا حلت به
أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه
سر المجانة سيد الظرفاء
من عصبة النظار والفقهاء
لكنه فيهم من الفضلاء
وافى وعندي للتنفل نية
في كل وقت من دجى وضحاء
فتركته ورحلت عنه وعنده
مني تغير غيرة الأدباء
وبدا يخاطبني بأنك خنتني
في عترتي وصحابتي القدماء
وأخذت تائبنا الذي قامت به
داري ولم تخبر به سجرائي
والله يعلم نيتي وطويتي
في أمر تائبه وصدق وفائي
فأنا على العهد القديم ملازم
فوداده صاف من الأقذاء
ومتى وقعت على مفتش حكمة
مستورة في الغضة الحوراء
متحير متشوف قلنا له
يا طالب الأسرار في الإسراء
|
Bogga 40