Futuhaat Makkiyya
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Daabacaha
دار إحياء التراث العربي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418هـ- 1998م
Goobta Daabacaadda
لبنان
فسبحان من خص الولي براحة . . . ليغبطه فيها الذي هو أفضل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء ما ورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم ولما كانت حالته صلى الله عليه وسلم في إبتداء أمره صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى وفقه لعبادته بملة إبراهيم الخليل عليه السلام فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه عناية من الله سبحانه به صلى الله عليه وسلم إلى أن فجأه الحق فجاءه الملك فسلم عليه بالرسالة وعرفه بنبوته فلما تقررت عنده أرسل إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ودعا إلى الله عز وجل على بصيرة فالوارث الكامل من الأولياء منا من انقطع إلى الله بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن فتح الله له في قلبه في فهم ما أنزل الله عز وجل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بتجل إلهي في باطنه فرزقه الفهم في كتابه عز وجل وجعله من المحدثين في هذه الأمة فقام له تهذا مقام الملك الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رده الله إلى الخلق يرشدهم إلى صلاح قلوبهم مع الله ويفرق لهم بين الخواطر المحمودة والمذمومة ويبين لهم مقاصد الشرع وما ثبت من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لم يثبت بإعلام من الله أتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما فيرقى هممهم إلى طلب الأنفس بالمقام تالأقدس نويرغبهم فيما عند الله كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالته غير أن الوارث لا يحدث شريعة ولا ينسخ حكما مقررا لكن يبين فإنه على بينة من ربه وبصيرة في علمه ويتلوه شاهد منه بصدق إتباعه وهو الذي أشركه الله تعالى مع رسوله صلى الله عليه وسلم في الصفة التي يدعو بها إلى الله فأخبر وقال ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وهم الورثة فهم يدعون إلى الله على بصيرة وكذلك شركهم مع الأنبياء عليهم السلام في المحنة وما ابتلوا به فقال أن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون نالذين يأمرون بالقسط من الناس وهم الورثة فشرك بينهم في البلاء كما شرك بينهم في الدعوة إلى الله فكان شيخنا أبو مدين رضي الله عنه كثيرا ما يقول من علامات صدق المريد في إرادته فراره عن الخلق وهذه حالة الرسول صلى الله عليه وسلم في خروجه وإنقطاعه عن الناس في غار حراء للتحنث ثم يقول ومن علامات صدق فراره عن الخلق وجوده للحق فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحنت في إنقطاعه حتى فجأه الحق ثم قال ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه إلى الخلق يريد حالة بعثه صلى الله عليه وسلم بالرسالة إلى الناس ويعني في حق الورثة بالإرشاد فلا يقول لولاح لهم بارقة من الحقيقة ما رجعوا إلى ما تابوا إلى الله منه ولو رأو وجه الحق فيه فإن موطن التكليف والأدب يمنعهم من ذلك وأما قول الآخر من أكابر الرجال لما قيل له فلان يزعم أنه وصل فقال إلي سقر فإنه يريد بهذا أنه من زعم أن الله محدود يوصل إليه وهو القائل وهو معكم أينما كنتم أو ثم أمر إذا وصل إليه سقطت عنه الأعمال المشروعة وأنه غير مخاطب بها مع وجود عقل التكليف عنده وإن ذلك الوصول أعطاه ذلك فهو هذا الذي قال فيه الشيخ إلى سقر أي هذا لا يصح بل الوصول إلى الله بقطع كل ما دونه حتى يكون الإنسان يأخذ عن ربه فهذا إلا تمنعه الطائفة بلا خلاف وكان شيخنا أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكومي يقول بيننا وبين الحق المطلوب عقبة كؤود ونحن في أسفل العقبة من جهة الطبيعة فلا نزال نصعد في تلك العقبة حتى الداراني لو وصلوا ما رجعوا يريد إلى رأس العقبة فمن رجع من الناس إنما رجع من قبل الوصول إلى رأس العقبة والإشراف على ما وراءها فالسبب الموجب للرجوع مع هذا إنما هو طلب الكمال ولكن لا ينزل بل يدعوهم من مقامه ذلك وهو قوله على بصيرة فيشهد فيعرف المدعو على شهود محقق والذي لم يرد ماله وجه إلى العالم فيبقى هناك واقفا وهو أيضا المسمى بالواقف فإنه ما وراء تلك العقبة تكليف ولا ينحدر منها إلامن مات إلا أنه منهم أعني من الواقفين من يكون مستهلكا فيما يشاهده هنالك وقد وجد منهم جماعة وقد دامت هذه الحالة على أبي يزيد البسطامي وهذا كان حال أبي عقال المغربي وغيره واعلم أنه بعد ما أعلمتك ما معنى الوصول إلى الله أن الواصلين على مراتب منهم من يكون وصوله إلى اسم ذاتي لا يدل غلا على الله تعالى من حيث هو دليل على الذات كالأسماء الأعلام عندنا لا تدل على معنى آخر مع ذلك يعقل فهذا يكون حاله الإستهلاك كالملائكة المهيمين في جلال الله تعالى والملائكة الكرويين فلا يعرفون سواه ولا يعرفهم سواه سبحانه ومنهم من يصل إلى الله من حيث الإسم الذي أوصله إلى الله أو من حيث الإسم الذي يتجلى له من الله ويأخذه من الإسم الذي أوصله إليه سبحانه ثم إن هذين الرجلين المذكورين أو الشخصين فإنه قد يكون منهم النساء إذا وصلوا فإن كان وصولهم من حيث الإسم الذي أوصلهم فشاهدوه فكان لهم عين يقين فلا يخلو ذلك الإسم إما أن يطلب صفة فعل كخالق وبارىء أو صفة صفة كالشكور والحسيب أو صفة تنزيه كالغني فيكون بحسب ما تعطيه حقيقة ذلك الإسم الإلهي فتضيفه إليه وبه تدعوه فتقول عبد الشكور وعبد الباري وعبد الغني وعبد الجليل وعبد الرزاق وإن كان وصولهم إلى اسم غي الإسم الذي أوصلهم فإنه يأتي بعلم غريب لا يعطيه حاله بحسب ما تعطيه حقيقة ذلك الإسم فيتكلم بغرائب العلم في ذلك المقام وقد يكون في ذلك العلم ما ينكره عليه من لا علم له بطريق القومم ويرى نالناس إن علمه فوق حاله وهو عندنا أعلى من الذي وصل إلى مشاهدة الإسم الذي أوصله فإن هذا إلا يأتي بعلم غريب لا يناسب حاله فيرى الناس إن علمه تحت حاله ودونه تيقول أبو يزيد البسطامس رضي الله عنه العارف فوق ما يقول والعالم تحت ما يقول فبهذا قد حصرنا لك مراتب الواصلين فمنهم من يعود مومنهم من لا يعود ثم إن الراجعين على قسمين منهم من يرجع إختيار كأبي مدين ومنهم من يرجع إضطرارا مجبورا كأبي يزيد لما خلع عليه الحق الصفات التي بها ينبغي أن يكون وارثا وراثة إرشاد وهداية خطا خطوة من عنده فغشي عليه فإذا النداء ردوا علي حبيبي فلا صبر له عني فمثل هذا لا يرغب في الخروج إلى الناس وهو صاحب حال وأما العالي من الرجال وهم الأكابر وهم الذين تورثوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عبوديته فإن أمروا بالتبليغ فيحتالون في ستر مقامهم عن أعين الناس ليظهروا عند الناس بما لا يعلمون في العادة أنهم من أهل الإختصاص الإلهي فيجمعون بين الدعوة إلى الله وبين ستر المقام فيدعونهم بقراءة الحديث وكتب الرقائق وحكايات كلام المشايخ حتى لا نعرفهم العامة إلا أنهم نقلة لا أنهم يتكلمون عن أحوالهم من مقام القربة هذا إذا كانوا مأمورين ولا بد وإن لم يكونوا مأمورين بذلك فهم مع العامة التي لم تزل مستورة الحال لا يعتقد فيهم خير ولا شر ثم إن من الرجال الواصلين من لا يكشف لهم عن العلم بالأسماء الإلهية التي تدبرهم ولكن لهم نظر إلى الأعمال المشروعة التي يسلكون بها وهي ثمانية يد ورجل وبطن نولسان وسمع وبصر وفرج وقلب ما ثمم غير ذلك فهؤلاء يفتح لهم يعرفون فيما يتجلى لهم من الغيب أي باب ذلك الباب الذي فتح لهم فإن كان المشهود لهم يطلب اليد بمناسبة تظهر لهم كان صاحب يد وإن كان يطلب البصر بمناسبة كان صاحب بصر وهكذا جميع الأعضاء ومن ذلك الجنس تكون كراماته إن كان وليا ومعجزاته إن كان نبيا ومن ذلك الجنس تكون منازله ومعارفه تكما أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يركع نركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء فتحت له الثمانية الأبواب من الجنة يدخل من أيها شاء كذلك هذا الشخص يفتح له من أعمال أعضائه إذا كملت طهاته وصفا سره أي شيء كان مما تعطيه أعمال أعضائه المكلفة وقد بينا هذه المراتب العملية على الأعضاء في كتاب مواقع النجوم ثم إن الله سبحانه يمدهم من الأنوار بما يناسبهم وهي ثمانية من حضرة النور فمنهم من يكون إمداده من نور البرق وهو المشهد الذاتي وهو على ضربين خلب وغير خلب فإن لم ينتج مثل صفات التنزيه فهو البرق الخلب وإن أنتج ولا ينتج إلا أمرا واحدا لأنه ليس لله صفة نفسية سوى واحدة هي عين ذاته لا يصح أن تكون اثنان فإن إتفق أن يحصل له من هذا النور البرقي في بعض كشف تعريف إلهي لا يكون نبرق خلب ومنهم من يكون إمداده من حضرة النور نور الشمس ومنهم من يكون إمداده من نور البدر ومنهم من يكون إمداده من نور القمر ومنهم من يكون إمداده من نور الهلال ومنهم من يكون إمداده من نور السراج ومنهم من يكون إمداده من نور القمر ومنهم من يكون إمداده من نور الهلال ومنهم من يكون إمداده من نور الساج ومنهم من يكون إمداده من نور النجوم ومنهم من يكون إمداده من نور النار وما ثم نور أكثر وقد ذكرنا مراتب هذه الأنوار في مواقع النجوم أيضا فيكون إدراكهم على قدر مراتب أنوارهم فتميز المراتب بتمييز الأنوار وتتميز الرجال بتمييز المراتب ومن الرجال الواصلين من ليس لهم معرفة بهذا المقام ولا بالأسماء الإلهية ولكن لهم وصول إلى حقائق الأنبياء ولطائفهم فإذا وصلوا فتح لهم باب من لطائف الأنبياء على قدر ما كانوا عليه من الأعمال في وقت الفتح فمنهمم من يتجلى له حقيقة موسى عليه السلام فيكون موسوي المشهد ومنهم من يتجلى له لطيفة عيسى وهكذا سائر الرسل فينسب إلى ذلك الرسول بالوراثة ولكن من حيث شريعة محمد صلى الله عليه وسلم المقررة من شرع ذلك النبي الذي تجلى له فيجد هذا الواصل إنه كان محققا في عمله الموجب لفتحه من جهة ظاهره أو باطنه شرع نبي متقدم مثل قوله تعالى أقم الصلاة لذكري فإن ذلك من شرع موسى وقرره الشارع لنا فيمن خرج عنه وقت الصلاة بنوم أو نسيان فهؤلاء يأخذون من الطائف الأنبياء عليهم السلام ولقينا منهم جماعة وليس لهؤلاء إذا رد إلى الخلق بالإرشاد والهداية لا يتعدى ذوقه في أي مرتبة كان والله يقول الحق وهو نيهدي السبيلور الساج ومنهم من يكون إمداده من نور النجوم ومنهم من يكون إمداده من نور النار وما ثم نور أكثر وقد ذكرنا مراتب هذه الأنوار في مواقع النجوم أيضا فيكون إدراكهم على قدر مراتب أنوارهم فتميز المراتب بتمييز الأنوار وتتميز الرجال بتمييز المراتب ومن الرجال الواصلين من ليس لهم معرفة بهذا المقام ولا بالأسماء الإلهية ولكن لهم وصول إلى حقائق الأنبياء ولطائفهم فإذا وصلوا فتح لهم باب من لطائف الأنبياء على قدر ما كانوا عليه من الأعمال في وقت الفتح فمنهمم من يتجلى له حقيقة موسى عليه السلام فيكون موسوي المشهد ومنهم من يتجلى له لطيفة عيسى وهكذا سائر الرسل فينسب إلى ذلك الرسول بالوراثة ولكن من حيث شريعة محمد صلى الله عليه وسلم المقررة من شرع ذلك النبي الذي تجلى له فيجد هذا الواصل إنه كان محققا في عمله الموجب لفتحه من جهة ظاهره أو باطنه شرع نبي متقدم مثل قوله تعالى أقم الصلاة لذكري فإن ذلك من شرع موسى وقرره الشارع لنا فيمن خرج عنه وقت الصلاة بنوم أو نسيان فهؤلاء يأخذون من الطائف الأنبياء عليهم السلام ولقينا منهم جماعة وليس لهؤلاء إذا رد إلى الخلق بالإرشاد والهداية لا يتعدى ذوقه في أي مرتبة كان والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الباب السادس والأربعون في معرفة العلم القليل ومن حصله من الصالحين
العلم بالأشياء علم واحد . . . والكثر في المعلوم لا في ذاته
والأشعري يرى ويزعم أنه . . . متعدد في ذاته وصفاته
إن الحقيقة قد أبت ما قاله . . . ولو أنه من فكره وهباته
Bogga 321