Futuhaat Makkiyya

Ibn Carabi d. 638 AH
136

Futuhaat Makkiyya

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

Daabacaha

دار إحياء التراث العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1418هـ- 1998م

Goobta Daabacaadda

لبنان

وفي كل شيء له آية . . . تدل على أنه واحد وليست سوى أحدية كل شيء فما اجتمع قط اثنان فيما يقع به الامتياز ولو وقع الاشتراك فيه ما امتازت وقد امتازت عقلا وكشفا ومن هذا المنزل في هذا الباب تعرف إيراد الكبير على الصغير والواسع على الضيق من غير أن يضيق الواسع ويوسع الضيق أي لا يغير شيء عن حاله لكن لا على الوجه الذي يذهب إليه أهل النظر من المتكلمين ولاحكماء في ذلك فإنهم يذهبون إلى اجتماعهما في الحد والحقيقة لا في الجرمية فإن كبر الشيء وصغره لا يؤثر في الحقيقة الجامعة لهما ومن هذا الباب أيضا قال أبو سعيد الخراز ما عرف الله إلا بجمعه بين الضدين ثم تلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن يريد من وجه واحد لا من نسب مختلفة كما يراه أهل النظر من علماء الرسوم واعلم أنه لابد من نزول عيسى عليه السلام ولابد من حكمه فينا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم يوحي الله بها إليه من كونه نبيا فإن النبي لا يأخذ الشرع من غير مرسله فيأتيه الملك مخبرا بشرع محمد الذي جاء به صلى الله عليه وسلم وقد يلهمه إلها ما فلا يحكم في الأشياء بتحليل وتحريم إلا بما كان يحكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان حاضرا ويرتفع اجتهاد المجتهدين بنزوله عليه السلام ولا يحكم فينا بشرعه الذي كان عليه في أوان رسالته ودولته فيما هو عالم بها من حيث الوحي الإلهي إليه بها هو رسول ونبي وبما هو الشرع الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم هو تابع له فيه وقد يكون له من الاطلاع على روح محمد صلى الله عليه وسلم كشفا بحيث أن يأخذ عنه ما شرع الله له أن يحكم به في أمته صلى الله عليه وسلم فيكون عيسى عليه السلام صاحبا وتابعا من هذا الوجه وهو عليه السلام من هذا الوجه خاتم الأولياء فكان من شرف النبي صلى الله عليه وسلم أن ختم الأولياء في أمته نبي رسول مكرم هو عيسى عليه السلام وهو أفضل هذه الأمة المحمدية وقد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له وشهد له بالفضيلة على أبي بكر الصديق وغيره فإنه وإن كان وليا في هذه الأمة والملة المحمدية فهو نبي ورسول في نفس الأمر فله يوم القيامة حشران يحشر في جماعة الأنبياء والرسل بلواء النبوة والرسالة وأصحابه تابعون له فيكون متبوعا كسائر الرسل ويحشر أيضا معنا وليا في جماعة أولياء هذه الأمة تحت لواء محمد صلى الله عليه وسلم تابعا له مقدما على جميع الأولياء من عهد آدم إلى آخر ولي يكون في العالم فجمع الله له بين الولاية والنبوة ظاهرا وما في الرسل يوم القيامة من يتبعه رسول إلا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يحشر يوم القيامة في اتباعه عيسى والياس عليهما السلام وإن كان كل من في الموقف من آدم فمن دونه تحت لوائده صلى الله عليه وسلم فذلك لواؤه العلم وكلامنا في اللواء الخاص بأمته صلى الله عليه وسلم وللولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ختم خاص هو في الرتبة دون عيسى عليه السلام لكونه رسولا وقد ولد في زماننا ورأيته أيضا واجتمعت به ورأيت العلامة الختمية التي فيه فلا ولي بعده إلا وهو راجع إليه كما أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلا وهو راجع إليه كعيسى إذا نزل فنسبة كل ولي يكون بعد هذا الختم إلى يوم القيامة نسبة كل نبي يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم في النبوة كالياس وعيسى والخضر في هذه الأمة وبعد أن بينت لك مقام عيسى عليه السلام إذا نزل فقل ما شئت إن شئت قلت شريعتين لعين واحدة وإن شئت قلت شريعة واحدة وصل وأما القلوب المتعشقة بالأنفاس فإنه لما كانت خزائن الأرواح الحيوانية تعشقت بالأنفاس الرحمانية للمناسبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن الأوان الروح الحيواني نفس وإن أصل هذه الأنفاس عند القلوب المتعشق بها النفس الرحماني الذي من قبل اليمن لمن أخرج عن وطنه وحيل بينه وبين مسكنه وسكنه ففيها تفريج الكرب ودفع النوب وقال صلى الله عليه وسلم ' إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات ربكم ' وتنتهي منازل هذه الأنفاس في العدد إلى ثلاثمائة نفس وثلاثين نفسا في كل منزل من منازلها التي جملتها الخارج من ضرب ثلاثمائة وثلاثين في ثلاثمائة وثلاثين فما خرج فهو عدد الأنفاس التي تكون من الحق من اسمه الرحمن في العالم البشري والذي أتحققه إن لها منازل تزيد على هذا المقدار مائتين منزلا في حضرة لفهوانية خاصة فإذا ضربت ثلاثمائة وثلاثين في خمسمائة وثلاثين فما خرج لك بعد الضرب فهو عدد الأنفاس الرحمانية في العالم الإنساني كل نفس منها علم إلهي مستقل عن تجل إلهي خاص لهذه المنازل لا يكون لغيرها فمن شم من هذه الأنفاس رائحة عرف مقدارها وما رأيت من أهلها من هو معروف عند الناس وأكثر ما يكونون من بلاد الأندلس واجتمعت بواحد منهم بالبيت المقدس وبمكة فسألته يوما في مسئلة فقال لي هل تشم شيأ فعلمت أنه من أهل ذلك المقام وخدمني مدة وكان لي عم أخو والدي شقيقه اسمه عبد الله بن محمد بن العربي كان له هذا المقام حسا ومعنى شاهدنا ذلك منه قبل رجوعنا لهذا الطريق في زمان جاهليتي والله يقول الحق وهو يهدي السبيل . ى هذا المقدار مائتين منزلا في حضرة لفهوانية خاصة فإذا ضربت ثلاثمائة وثلاثين في خمسمائة وثلاثين فما خرج لك بعد الضرب فهو عدد الأنفاس الرحمانية في العالم الإنساني كل نفس منها علم إلهي مستقل عن تجل إلهي خاص لهذه المنازل لا يكون لغيرها فمن شم من هذه الأنفاس رائحة عرف مقدارها وما رأيت من أهلها من هو معروف عند الناس وأكثر ما يكونون من بلاد الأندلس واجتمعت بواحد منهم بالبيت المقدس وبمكة فسألته يوما في مسئلة فقال لي هل تشم شيأ فعلمت أنه من أهل ذلك المقام وخدمني مدة وكان لي عم أخو والدي شقيقه اسمه عبد الله بن محمد بن العربي كان له هذا المقام حسا ومعنى شاهدنا ذلك منه قبل رجوعنا لهذا الطريق في زمان جاهليتي والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .

الباب الخامس والعشرون في معرفة وتد مخصوص معمر وأسرار الأقطاب

المختصين بأربعة أصناف من العلوم وسر المنزل والمنازل ومن دخله من العالم

إن الأمور لها حد ومطلع . . . من بعد ظهر وبطن فيه تجتمع

في الواحد العين سر ليس يعلمه . . . إلا مراتب أعداد بها تقع

هو الذي أبرز الأعداد أجمعها . . . وهو الذي ماله في العد متسع

مجاله ضيق رحب فصورته . . . كناظر في مراء حين ينطبع

فما تكثر إذ أعطت مراتبه . . . تكثرا فهو بالتنزيه يمتنع

Bogga 244