Futuh
كتاب الفتوح
أصحابك، فقد علمت أن رجلا واحدا من المسلمين أكثر من ألف رجل من المشركين، فباشرهم بنفسك، والقهم بجندك فإن الله عز وجل معك فثق به فإنه منجز وعده وناصر عبده، وأنا مع ذلك ممدك بالخيل بعد الخيل والجنود بعد الجنود حتى تكتفي إن شاء الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والسلام[ (1) ].
فلما أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يوجه بالكتاب إلى أبي عبيدة بن الجراح أقبل إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إنك قد كتبت إلى أبي عبيدة بهذا الكتاب وعلمت أن معاذ بن جبل وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان هؤلاء الثلاثة هم أمراؤك فاكتب إليهم بما كتبت إلى أبي عبيدة وشجعهم على اللقاء لعدوهم كي لا يجدون في أنفسهم، فكتب إليهم أبو بكر رضي الله عنه نسخة واحدة[ (2) ]: أما بعد فقد بلغني جمع الروم بأنطاكية وكثرتهم واحتشادهم بها، وما قد أزمعوا عليه من أمورهم، وقد علمتم أنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الله تبارك وتعالى ينصرنا ويمدنا بالملائكة الكرام الأبرار، وإن ذلك الدين الذي ندعو إليه الناس ونقاتلهم عليه هو هذا الدين، فو ربكم لا يجعل الله المسلمين كالمجرمين، ولمن[ (3) ]شهد بشهادة الحق كمن يعبد الصلبان ويكفر بالرحمن، وقد كتبت إلى أبي عبيدة بن الجراح بنظير هذا الكتاب، فانظروا إن قضى الله عز وجل لكم مع الروم حروبا فالقوهم بقلوب شديدة، وآراء عتيدة فإن الله عز وجل معكم، ولن يخذلكم وقد خبركم في كتابه إن الفئة القليلة من أوليائه تغلب الفئة الكثيرة من أعدائه، فثقوا بالله وارضوا به، وأنا مع ذلك ممدكم بخيل ورجال حتى تكتفوا ولا قوة إلا بالله[ (4) ].
قال: ثم وجه أبو بكر رضي الله عنه بهذه الكتب الثلاثة إلى أمراء الأجناد شرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان.
قال: ثم دعا أبو بكر بهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وهو ابن أخي سعد بن أبي [ (1) ]في فتوح الأزدي ص 31 بعث بهذا الكتاب مع دارم العبسي.
[ (2) ]في فتوح الأزدي أن هذا الكتاب بعثه أبو بكر إلى يزيد بن أبي سفيان جوابا على كتاب يزيد إليه (نسخته في الفتوح للأزدي ص 31 والوثائق السياسية ص 401) . ونسخة كتاب أبي بكر هذه في فتوح الأزدي 31-32 والوثائق السياسية ص 402 باختلاف وزيادة.
[ (3) ]عند الأزدي: ولا من يشهد أن لا إله إلا الله كمن يعبد معه آلهة آخرين. ويدين بعبادة آلهة شتى.
[ (4) ]بعثه مع عبد الله بن قرط الثمالي (الأزدي) .
Bogga 85