Futuh Masar wa-al-Magrib

Ibn Cabd al-Hakam d. 257 AH
41

Futuh Masar wa-al-Magrib

فتوح مصر والمغرب

Daabacaha

مكتبة الثقافة الدينية

السائب، عن مجاهد، قال: كان جبريل بين بنى إسرائيل وبين آل فرعون، فجعل يقول لبنى إسرائيل: ليلحق آخركم بأوّلكم، ويستقبل آل فرعون فيقول: رويدكم ليلحقكم آخركم، فقالت بنو إسرائيل: ما رأينا سائقا «١» أحسن سياقا «٢» من هذا. وقال آل فرعون: ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا، فلما انتهى موسى وبنو إسرائيل إلى البحر، قال مؤمن آل فرعون: يا نبىّ الله، أين أمرت، هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون، فقال: أمرت بالبحر، فأقحم مؤمن آل فرعون فرسه فردّه التيّار فقال: يا نبىّ الله، أين أمرت؟ فقال: بالبحر، قال: فأقحم أيضا فرسه فردّه التيّار، فجعل موسى ﵇ لا يدرى كيف يصنع، وكان الله ﷿ قد أوحى إلى البحر أن أطع موسى، وآية «٣» ذاك إذا ضربك بعصاه. قال ثم رجع إلى حديث أسد، عن خالد، عن الكلبىّ، عن أبى صالح، عن ابن عبّاس، قال: وخرج فرعون ومقدّمته خمسمائة ألف سوى المجنّبتين والقلب. (* قال خالد: وحدثنا أبو سعيد، عن عكرمة قال: لم يخرج مع فرعون من زاد على أربعين سنة ومن دون العشرين، وذاك قوله ﵎: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ «٤» يعنى استخفّ قومه فى طلب موسى. قال: وحدثنا أسد عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: خرج موسى ببنى إسرائيل، فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتى بها فأمر بها تذبح، ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندى خمسمائة ألف فارس من القبط فاجتمعوا إليه، فقال لهم فرعون: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ «٥» وكان أصحاب موسى ستّمائة ألف وسبعين ألفا. قال: فسلك موسى وأصحابه طريقا يابسا فى البحر، فلما خرج آخر أصحاب موسى وتكامل آخر أصحاب فرعون اضطرم عليهم البحر، فما رئى سواد أكثر من يومئذ. قال: وغرق فرعون فنبذ على ساحل البحر حتى نظروا اليه*) .

1 / 46