لبطلت الربوبية . فأدخل عليه ولو" وهو حرف امتناع لامتناع(1) ، وهو لا يظهر فلا تبطل الربوبية لأنه(2) لا وجود لعين إلا بربه . والعين موجودة دائما فالربوبية لا تبطل دائما . وكل مرضي محبوب ، وكل ما يفعل المحبوب محبوب فكله مرضي، لأنه لا فعل للعين ، بل الفعل لربها فيها فاطمأنت العين أن يضاف إليها فعل، فكانت راضية بما يظهر فيها وعنها من أفعال ربها،" مرضية" تلك الأفعال لأن كل فاعل وصانع راض عن فعله وصنعته ؛ فإن وفى فعله وصنعته حق ما عليه " أعطى كل شيء خلقه ثم هدي " أي بين أنه أعطى كل شيء خلقه ، فلا يقبل النقص ولا (3) الزيادة . فكان إسماعيل(4) بعثوره على ما ذكرناه عند ربه مرضيا . وكذا كل موجود عند ربه مرضي(5) . ولا يلزم إذا كان كل موجود عند ربه مرضيا على ما بيناه أن يكون (30-1) مرضيا عند رب عبد آخر لأنه ما أخذ الربوبية إلا من كل لا من واحد . فما تعين له من الكل إلا ما يناسبه ، فهو ربه . ولا يأخذه أحد من حيث أحديته . ولهذا منع أهل الله التجلي في الأحدية ؛ فإنك إن نظرته به (6) فهو الناظر نفسه فما زال ناظرا(7) نفسه بنفسه ؛ وإن نظرته بك فزالت الأحدية بك ؛ وإن نظرته به وبك(8) فزالت الأحدية أيضا . لأن ضمير التاء في ونظرته ما هو عين المنظور ، فلا بد من وجود نسبة ما اقتضت أمرين ناظرا ومنظورا فزالت الأحدية وإن كان لم ير إلا نفسه بنفسه . ومعلوم أنه في هذا الوصف ناظر ومنظور . فالمرضي لا يصح أن يكون مرضيا مطلقا إلا إذا كان جميع ما يظهر به من
Bogga 91