8 تطلب التعبير . ولذلك قال العزيز " إن كنتم للرؤيا تعبرون (1) . ومعنى التعبير الجواز من صورة ما رآه إلى أمر آخر . فكانت البقر سنين في المحل والخصب . فلو صدق في الرؤيا لذبح ابنه ، وإنما صدق الرؤيا في (2) أن ذلك عين ولده ، وما كان عند الله إلا الذبح العظيم في صورة ولده (27-1) ففداه لما وقع في ذهن إبراهيم عليه السلام : ما هو فداء في نفس الأمر عند الله (3) .
فصور الحس الذبح وصور الخيال إبن إبراهيم عليه السلام . فلو رأى الكبش في الخيال لعبره (4) بابنه أو بأمر آخر . ثم قال (5) " إن هذا لهو البلاء المبين (6) اي الاختبار المبين أي الظاهر يعني الاختبار في العلم : هل يعلم ما يقتضيه موطن الرؤيا من التعبير أم لا ؟ لأنه يعلم أن موطن الخيال يطلب التعبير : فغفل فما وفى الموطن حقه، وصدق الرؤيا لهذا السبب كما فعل تقي بن مخلد الإمام صاحب المسند ، سمع في الخبر الذي ثبت عنده أنه عليه السلام قال : "من رآني في النوم فقد رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي " فرآه تقي بن مخلد وسقاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرؤيا لبنا فصدق تقي بن مخلد رؤياه فاستقاء (7) فقاء لبنا . ولو عبر رؤياه لكان ذلك اللبن علما . فحرمه الله علما كثيرا على قدر ما شرب (8) . ألا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي في المنام بقدح لبن : "فشربته حتى خرج الري من أظافيري(10) ثم أعطيت فضلي عمر . قيل ما أولته يا رسول الله؟ قال العلم ، وما تركه لبنا على
Bogga 86