كذلك هذا أحب الالتذاذ فأحب المحل الذي يكون (1) فيه وهو المرأة ولكن غاب عنه روح المسألة. فلو علمها لعلم بمن التذ ومن التذ وكان كاملا .
وكما نزلت المرأة عن درجة الرجل بقوله(2) "وللمرجال عليهن درجة" نزل المخلوق على الصورة (3) عن درجة من أنشأه على صورته مع كونه على صورته . فبتلك(4) الدرجة التي تميز بها عنه ، بها كان (5) غنيا عن العالمين وفاعلا أولا ، فإن الصورة فاعل ثان . فما له الأولية التي للحق . فتميزت الأعيان بالمراتب (6) : فأعطى كل ذي حق حقه كله عارف. فلهذا كان حب النساء لمحمد صلى الله عليه وسلم عن تحبب إلهي وأن الله "أعطى كل شيء خلقه ، وهو عين حقه(7) . فما أعطاه الا باستحقاق استحقه بمسماه : أي بذات ذلك (8) المستحق . وإنما قدم النساء لأنهن محل الانفعال، كما تقدمت الطبيعة على من وجد منها بالصورة . وليست الطبيعة(9) على الحقيقة إلا النفس(10) الرحماني ، فإنه فيه انفتحت صور العالم أعلاه وأسفله (105 -1) لسريان النفخة في الجوهر الهيولاني في عالم الأجرام خاصة وأما سريانها لوجود الأرواح النورية والأعراض (11) فذلك سريان آخر . ثم إنه عليه السلام غلب في هذا الخبر التأنيث على التذكير لأنه قصد التهمم(12) بالنساء فقال "ثلاث * ولم يقل "ثلاثة " بالهاء الذي هو لعدد الذكران ، إذ وفيها ذكر الطيب وهو مذكر ، وعادة العرب أن تغلب التذكير على التأنيث فتقول "الفواطم وزيد خرجوا " ولا تقول خرجن. فغلبوا التذكير(13) وإن كان واحدأ - على التأنيث وإن كن جماعة . وهو عربي ، فراعى
Bogga 219