171

Fuusooyinka Xigmadda

فصوص الحكم

Noocyada

ربه النساء كما أحب الله من هو على صورته . فما وقع الحب إلا لمن تكوتن عنه وقد كان حبه لمن تكون(1) منه وهو الحق . فلهذا قال "محبب" ولم يقل أحببت من نفسه لتعلق حبه بربه الذي هو على صورته حتى في محبته لامرأته؛ فإنه أحبها بحب الله إياه تخلقا إلهيا . ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة ، فلم يكن في صورة النشأة (2) العنصرية أعظم وصلة من النكاح ، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها ، ولذلك أمر بالاغتسال منه ، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة . فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره ، فطهره (3) بالغسل ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه ، إذ لا يكون إلا ذلك(4). فإذا شاهد(5) الرجل الحق في المرأة كان شهودا في منفعل وإذا شاهده في نفسه - من حيث ظهور المرأة عنه - شاهده في فاعل ، وأذا شاهده(6) في (7) نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه كان شهوده (8) في منفعل عن الحق بلا واسطة . فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل ، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل ؛ ومن نفسه (104-1) من حيث هو منفعل خاصة . فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن اذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبدا ، فإن الله بالذات غني عن العالمين وإذا (9) كان الأمر من هذا الوجه ممتنعا ، ولم (10) تكن الشهادة إلا في مادة فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله . وأعظم الوصلة النكاح وهو نظير التوجه الإلهي على من خلقه على صورته ليخلفه فيرى فيه

Bogga 217