152

Fuusooyinka Xigmadda

فصوص الحكم

Noocyada

والكبير أبعد . فمن كان من الله أقرب سخر(1) من كان من الله أبعد ، كخواص الملك للقرب منه يسخرون الأبعدين . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبرز بنفسه (2) للمطر إذا نزل ويكشف رأسه له حتى يصيب منه ويقول إنه حديث عهد بربه . فانظر إلى هذه المعرفة بالله من هذا النبي ما أجلها وما أعلاها وأوضحها. فقد سخر المطر أفضل البشر لقربه من ربه فكان مثل الرسول الذي ينزل بالوحي عليه ، فدعاه (3) بالحال بذاته فبرز (4) إليه ليصيب منه ما أتاه به من ربه . فلولا ما حصلت له منه الفائدة الالهية بما أصاب منه ، ما برز بنفسه إليه . فهذه رسالة ماء جعل الله منه كل شيء حي فافهم.

وأما حكمة إلقائه في التابوت ورميه في اليم : فالتابوت ناسوته، واليم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظرية الفكرية والقوى(5) الحسية والخيالية التي لا يكون شيء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانية الا بوجود هذا الجسم العنصري . فلما حصلت النفس في هذا الجسم وأمرت بالتصرف فيه وتدبيره ، جعل الله لها هذه القوى آلات يتوصل (6) بها إلى ما أراده الله منها في تدبير (92-1) هذا التابوت الذي فيه سكينة الرب .

فرمي به في اليم ليحصل بهذه (7) القوى على فنون العلم (8) فأعلمه بذلك أنه وإن كان الروح المدبر له هو الملك ، فإنه لا يدبره إلا به . فأصحبه هذه القوى الكائنة في هذا الناسوت الذي عبر عنه بالتابوت(9) في باب الإشارات والحكم.

3 كذلك تدبير الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته ؛ فما دبره إلا به كتوقف الولد على إيجاد الولد ، والمسببات على أسبابها ، والمشروطات على شروطها والمعلولات (10) على عللها ، والمدلولات على أدلتها ، والمحققات

Bogga 198