رجع: أيها الظليم هل لك في ماء أو عماء. أما العماء فترعى عشرقه، وأما الماء فلا تريد متدفقه. سبحان خالقك! لا ترد، وأنت غير مبردٍ، والله منشئ المتضادات. لا تقدم المحلب، إلى ذات المخلب، فإنها تبدل رغبتك سدمًا، وتملأ العس دمًا، فاسترزق ربك فإنه رب الأقتدار. أصبح وأبيت، وأنا الضعيف الهبيت، ولو شاء خالقي لجعلني القوى المزير. قطرت الغيوث، في حيث خطرت الليوث، فتوقت مسلكها الجبناء، والله ينصر الشجيع ويوقى الجبان. يا ناقة عاجٍ عاجٍ، أما ترين البارق أخا إرتعاجٍ، عليك بالأستغفار، تدركي حاجتك قبل الإسفار، فإن الله كريم. شبع السرحان من الطليح، بعد التجليح، والله رزقه لحم الطلاح. أدرك الصريخ، ولو بريش المريخ، فإن الله ينجد المنجودين. قطع البعيد، ببنات العيد، فلتستغفر الله وتسأله الغفر للأبرار؛ فإنها قضت مآرب الصلحاء. إذا هلكت العوذ، فالأولاد بم تعوذ؟ بالله خالق الولد والوالدين. فاتت الطير الخضر، ذوات الحضر، وسلط الأجدل، على ما صفر وهدل، والله مكن بعض بريته من بعضٍ ليكون ذلك آية لأهل الأفكار. رب ذي نفسٍ محفوزٍ، يسلم من الهلكة فيفوز، ومن عند الله سلامة السالمين. أما في دينك فكس، وأما بائعك فلا تكس، والله يستدرك لكل غبينٍ. رب راشٍ، أعان على الاحتراش، فإذا أذن ربك وافى الرزق المضطحعين. خوص، تنظر إلى شخوصٍ، بأعين مدنقاتٍ، في أدمعها مغروقاتٍ، أعملها الركبان لغاية الآملين. المصفية ترض، والقريض لا ينقرض حتى يغرض الغرض، وتقوم رمم تنتفض، نسرع إلى الله وتوفض، وقد أحصى كلم المتكلمين. إذا كان الجراب يهبط، فقلما تنبط، وربك أسقى الماء المحتفرين. كم متلظٍ، في طلب حظٍ، فاد، وما إستفاد؛ ناله غيره بالونية، والله كافي المكتفين، رب ساعٍ، في أثر وساعٍ، لحق، وهو عندنا لا يستحق، والدنيا دنية لا قدر لها عند أكرم الأكرمين. هذا راغٍ، يدلح بفراغٍ، سخر لغير شاكرٍ وعند الله جزاء الشاكرين. رب نطفٍ، على شيزى بني الهطف، يأكل ويختطف، يعطف إلى الخير فلا ينعطف، وكيف ولم يأذن خالقه بالاتعطاف. هل من شاكٍ، وقعة الحشاك، أو مظهر لهفٍ، وراء ذات كهفٍ! فنى الواتر والموتور وعند الله علم الذاهبين. ليس الريم، لبني قريمٍ، إنما هو لرب العالمين. هل أنت طاوٍ، منزلًا بقصرٍ خاوٍ، لا تمار ولا تباه، وقس الأمور بالأشباه فالله المشاكل بين المشتبهين. رب ارحم صداي، إذا لزم قبري عداي، وحثا على من العفر حاثٍ. غاية.
تفسير: العماء: السحاب. والعشرق: نبت تألفه النعام وتحبه. والسدم: ظهور الحزن والندامة في الوجه. والعس: القدح الكبير. والهبيت: مأخوذ من قولهم: هبته إذا نقصه؛ ومنه الحديث عن عمر لما مات عثمان بن مظعونٍ ﵀ على فراشه: هبته ذلك عندي، الآن يكون مات شهيدًا، فلما مات رسول الله صلى الله عليه على فراشه وأبو بكرٍ على فراشه، علمت أن الأخيار موتهم على فرشهم. ويقال: مهبوت وهبت، مثل مقتول وقتيلٍ، ويوصف به الجبان والعيى والأبله؛ وأنشد لرجلٍ من آل أبي معيطٍ:
أتيت أخى يعلى أرجى نواله ... فلم أر من يعلى سواكًا ولا زندًا
فما عبت منى؟ لا هبيتًا رأيتنى ... هبلت ولا كز اليدين ولا جعدًا
والمزيد: العاقل. وإرتعج البارق: إذا كثر لمعانه. والتجليح: من جلح إذا لج في طلب الشئ، وأصله من جلح المال رءوس الشجر إذا أكله. والمريخ: سهم يغالى به وله أربع قذذٍ؛ ومنه قول الشماخ:
أرقت له والصبح أحمر ساطع ... كما سطع المريخ سمره الغالي
سمره: " بالسين غير معجمةٍ " أرسله، ومنه: إبل مسمرة أي مهملة المنجودون: المكروبون. والعوذ: جمع عائذٍ وهي الحديثة النتاج. والراش هاهنا: العود الضعيف يقال رمح راش وناقة راشة الظهر إذا كانت ضعيفته. والخوص: جمع خوصاء وهي الغائرة العين. والمدنقات: من دنقت عينه إذا غارت. والمصفية: الدجاجة إنقطع بيضها. وترض في " جمامع النطق للزجاج ": ورضت الدجاجة البيض إذا رخمته، ويجوز ان يكون أراد " برخمته " قطعته، من ترخيم النحو وهو قطع الأسم. وتوفض: تسرع. والجراب: جانب البئر من أعلاها إلى أسفلها. فاد: مات. والوساع: ضد القطوف. والراغي: البعير يرغو من الضجر. ويدلح: يمشي مشى المثقل. والفراغ: حوض من أدمٍ؛ ومنه قول خداش ابن زهيرٍ يصف الفرس:
1 / 57