أقمت به نهار الصيف حتى ... رأيت ظلال آخره تؤود
وأدى للرحلة: من قولهم: رجل مؤدٍ أي كامل الأداة، والماضي منه آدى ؤدى. وأيدى: من قولك أيديت إلى الرجل يدًا. والعافية: المعتفون. وموديًا من الهلكة: ما ضيه أودى. وموديًا من النعمة: ما ضيه أيدى ومؤديًا من القوة وهي كمال الأداة: ما ضيه آدى. والسفرات: جمع سفرة.
رجع: رب إرةٍ، أوقعت في الإرة، فآخ في الله الإخوان، ولا تقل لبعيرك إخ في دار الهوان، ولتغنك أخيختك عن طعام الناس؛ فالدنيا فانية والنفس لا تأمن من التبعات. غاية.
تفسير: الإرة الأولى: شحم يطبخ في كرش. والإرة الثانية: حفرة توقد فيها نار، ويقال للنار بعينها إرة. والأخيخة حساء رقيق يبرق بزيتٍ، يقال برقت الطعام بالزيت والسمن: إذا صببت عليه منه شيئًا يسيرًا.
رجع: من عبد ودًا، لم يجد عند الله ودا، والدسر، لمعظم نسرٍ، وصاحب سواعٍ، ليس بواعٍ، ما أغاثهم يغوث، بل عوق خبرهم يعوق، وأذلت العزى وهي ذليلة من جعلها من الطاغوت، ولا تت القوم اللات. غاية.
كأنى بالمنية وقد وفدت إلى، تحوم فوق الهامة ثم تقع على، إن الموت لقريب ولو لحقت بكوىٍ، لو كان له شخص لمسسته بيدي، ألقى وحدي وجعي، لا يموت أحد معي، أستغفرك من الموبقات. غاية.
يا هند الفانية، ربما كنت غانيةً، وربك واحد حكيم، صرت إلى الدرد، بعد ثغرٍ كنقى البرد، وذلك بتقدير إله العالمين. لو وضع في ساقك الخدم. لخرجن من القدم، ولقد تغنين ذات عقدٍ وعقدٍ: أما العقد فعلى تراقيك، وأما العقد فمن ورائك يكاد يلقيك، غيرك مغير الأنام، لا يتغير القديم إنما ذلك من شأن المحدثات. غاية.
خلدى بالخطايا مملوء، وأنابها أبوء، أحملها فلا أنوء، وعملي مكتوب مكلوء، مقترى بالحفظ ثم مقروء، وثوب الحياة عنى مسروء، وغير القدر هو المدروء، لا يبعد مني السوء، أهم بالخير وأهو. والأقدار دونه معترضات. غاية.
تفسير: أبوء: أرجع. أنوء ها هنا: من ناء إذا نهض، وقد يجئ ناءبمعنى سقط وهو من الأضداد. مقترًى: أي متنبع. ومقروء: من القراءة.
ومسروء: منزوع. المدروء: المدفوع. وهاء يهوء بالشئ: إذا هم به رجع: أيها الدنيا البالية، ما أحسن ما حلتك الحالية، اين أممك الخالية، إن نوبك لمتوالية؛ والنفس عنك غير ساليةٍ، تتبع أولاك التالية، والله أستنجد على تلك الصعدات. غاية.
بت حبلك من حبال الظلمة وإنفض بتك من غبار ذيل الفاجرة، وتب إلى ربك من الفاحشة، وتبالك إن أطعت الخائنة ذات العلات. غاية.
أجب المذكر، واجبأ عما تنكر، وكن جبأ عن القبيح، ولا تكره أن تجبى في حوضك لسواك، وليجب قلبك من مخافة الله، وتجب الشمس شاهدةً لك بالأستغفار، وإستكف الكظة بالوجبات. غاية.
تفسير: إجبأ: من جبأ يببأ إذا خنس. والجبأ: الجبان. حبي الماء في حوضه: إذا جمعه. والكظة: الامتلاء من الطعام، والمصدر الكظة.
رجع: ثب عن المظالم يثب إليك الرشد، ولا تثب نفسك فتمقت، واجعل ثبة نضحك لظماء الثبة، وبث الخير يزل بث صدرك. والثناء على الرجل أحسن الملبوسات. غاية.
تفسير: ثب هاهنا: بمعنى أقعد وهي لغة حمير. ويثب بالكسر: من الوثوب وبالضم: من ثاب يثوب إذا رجع. ولا تثب نفسك: أي لا تثن عليها. والتثبية: الثناء على الحي وعلى الميت. والثبة: وسط الحوض ذكر ذلك الخليل في كتاب الأبنية. والنضيح: الحوض الصغير. والثبة الثانية: الفرقة من الناس.
رجع. الله ناسخ الأزمان، كانت في الجاهلية سمر بح، ينفى عن الرجل بها الشح، ييسر بها المحض القح، والمطر وابل يسح، تهلك بها الروح الرح، فدحها من أمر الله ما يدح، وأزال الإسلام تلك المطرات. غاية.
تفسير: السمر البح: القداح، كانت توصف بذلك لأصواتها؛ ومنه قول خفافٍ:
إذا الحسناء لم ترحض يديها ... ولم يقصر لها بصر بستر
قروا أضيافهم ربحًا ببحٍ ... يعيش بفضلهن الحي سمر
ترحض: تغسل. والربح: الشحم وقيل الفصال، وبعضهم يقول الربح " بضم الراء ": الغنم. والروح: الإبل التي فيها روح وهو تباعد ما بين الرجلين. والرح: الإبل التي فيها رحج وهو أنبساط في الخف، وتوصف به الناقة والبقرة الوحشية والنعامة، وهو عيب في ذوات الحافر؛ ومنه قول أبي دوادٍ:
يطأ الأرض بوأب صلبٍ ... غير ممطر ولا جد أرح
1 / 45