تفسير: العمردان: أحدهما جد ابن أحمر الشاعر الباهلي، هو عمرو ابن أحمر بن العمرد. والعمرد الآخر: الذئب، يقال ذئب عمرد، ويقال: هو الطويل، ويقال هو الذي قد أعيا خبثًا. والشوي: الشاء من الغنم.
درء الشيء: حده. مسى: استل وفي مسى ضمير يعود على المجد المشروع. والمير: الزيادة، مأخوذ من الميرة. والروع: الخلد والمعنى أن المجد وسع الهمة وامتراها. والقريع: السيد. والمقروع: المسود.
رجع: ألتفت إلى ذنوبي فأجدها متتابعة كحركات الفاصلة الكبرى، وأستقبل جرائم تترى، طوالًا كقصائد الكميت الأسدى، مختلفة النظم كقصيدتي عبيدٍ وعدي؛ وأجدني ركيكًا في الدين، ركاكة أشعار المولدين، سبقتهم الفصاحة وسبقوا أهل الصنعةٍ. وأعمالي في الخير قصار كثلاثة أوزانٍ، رفضها المتجزلون في قديم الأزمان، ولا بد للوتد من حذٍ، والسبب من جذٍ؛ ورب فرحٍ، طوي طي المنسرح، فارحمني رب إذا صرت في الحافرة، كالمتقارب وجيدًا في الدائرة، وهجرني العالم هجر النون العجمات. غاية.
تفسير: الفاصلة الكبرى: أن تجتمع في الشعر أربعة أحرف متحركة وبعدها حرف ساكن، وذلك أكثر ما يجتمع في الشعر من المتحركات، وبعضهم يسمي الفاصلة الكبرى الفاضلة لزيادتها في الحركات. والفاصلة الصغرى: ثلاثة أحرفٍ متحركات بعدهن ساكن. الكميت: معروف بتطويل القصائد. وقصيدة عبيدٍ:
أقفر من أهله ملحوب
ووزنها مختلف وليست موافقة لمذهب الخليل في العروض. وقصيدة عدي ابن زيدٍ العبادي: قد حان أن تصحو لو تقصر وقد أتى لما عهدت عصر والثلاثة الأوزان: المضارع، والمقتضب، والمجتث، وقل ما توجد في أشعار المتقدمين.
فأما المضارع فالبيت الذي وضعه له الخليل:
وإن تدن منه شبرًا ... يقربك منه باعًا
وهو مفقود في شعر العرب، وهو عروض قول أبي العتاهية:
أيا عتب ما يضر ... ك أن تطلقي صفادى
وأما المقتضب فالبيت الذي وضعه الخليل فيه:
أعرضت فلاح لنا ... عارضان من برد
وهو مفقود في شعر العرب، وزعم الأخفش أنه سمع على عهد رسول الله ﷺ بالمدينة؛ وذلك أن جارية قالت:
هل علي ويحكما ... إن لهوت من حرج
وأما المجتث فبيته:
البطن منها خميص ... والوجه مثل الهلال
وهذا الوزن زعم الأخفش أنه قد سمعه في شعر العرب، وأنشد:
جن هببن بليلٍ ... يندبن سيدهنه
والوتد جنسان: وتد مجموع، ووتد مفروق. فالمجموع: حرفان متحركان بعدهما ساكن، مثل قفا وعصا وربما سمي هذا الوتد مقرونًا. والوتد المفروق: حرفان متحركان بينهما ساكن، مثل قال وباع. والحذ: القطع السريع، وفي العروض وزن يسمى الأحذ وذلك في الكامل. وإذا حذف وتد من آخر البيت في الكامل فهو أحذ وذلك في ثلاثة أبيات: فالأول أحذ الضرب، وعروضه ليست بحذاء، وضربه مضمر. والاضمار: سكون الثاني من متفاعلن، وبيته:
ولرب غانيةٍ صرمت حبالها ... ومشيت متئدًا على رسلي
والبيت الثاني أحذ العروض والضرب، وبيته:
لمن الديار عفا معالمها ... هطل أجش وبارح ترب
والبيت الثالث أحذ العروض، وضربه أحذ مضمر، وبيته:
ولأنت أشجع من أسامة إذ ... دعيت نزال ولج في الذعر
فهذه الأبيات الثلاثة هي ثالث الكامل ورابعه وخامسه؛ أخذت من قولهم حمار أحذ: إذا كان قصير الذنب، وقطاة حذاء: إذا كانت كذلك. ويجوز أن يكون سمي بذلك من الخفة؛ والأحذ: الخفيف، وكذلك الحذاء. وفي حديث عتبة بن غزوان عن الدنيا قد أدبرت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء. والمعنى أن الأوتاد من الشعر وغيره يدركها الفناء.
والسبب في حكم العروض جنسان: سبب مضطرب، وسبب منتشر.
فالمضطرب: حرف متحرك بعده ساكن، مثل قد كن ويسمى الخفيف.
والمتشر: حرفان متحركان مثل مع لك ويسمى الثقيل. والمعنى أن كل سبب من الشعر وغيره يدركه الجذ وهو القطع من الأصل، وليس المعنى أن ذلك موجود اليوم في الشعر ولكنه لابد له من أن ينسى ويترك.
والطي: سقوط الحرف الرابع من الجزء السباعي، مثل سقوط الفاء من مستفعلن والواو من مفعولات.
والطي على ضربين: طي مفارق. وطي ملازم: فالطي المفارق: هو الذي يزول عن جزئه، فيكون الجزء سالمًا أو مزاحفًا بزحافٍ غيره، مثل قول الأعشى:
1 / 40