رجع: ألهم اللهم غذيك ما أنت له راضٍ مختار. أما الدراهم فشرود دواهم، إذا أنفقت الدرهم ملكته، وإذا صنته أهلكته. والدينار، جمع من دينٍ ونار، والله رفع قدر الحجرين، ولو شاء لجعل أفضل منهما الصرفان. وبئس الحلة حلة كأنها غرقئ تريكةٍ أو برد هلال، حمل في ثمنها ندهة من المال، غزلت في دهر، ونسجت شهرًا بعد شهر، ثم لبسها المترف، فكانت أسرع تمزقًا من غشاء ثمرة المصيف، وكفا كها من الشعر شعار، أو نظيره مما تنفضه القرار، فإن أسرفت فثوب من البرس، أو آخر من الشريع، لا تسحب ذيلها في الأرض كأن رأسك قد لحق بالسحاب. غاية.
تفسير: الصرفان: الرصاص. وغرقئ التريكة: قشر رقيق دون قشرة البيضة الأعلى. الندهة: الكثرة من المال، ذكر ذلك يعقوب في الألفاظ. وذكر في إصلاح المنطق أن الندهة: العشرون من الإبل، والمائة والمائتان من الغنم، والألفان من الصامت والشعار هو الذي يلي الجسد من الثياب. والقرار: ضرب من الضأن صغار الأجرام. والبرس. القطن. والشريع الكتان.
رجع: سلم الله عليكم أهل ديار لا يشعرون بتبلج الصبح، ولا ترجل النهار، أشتاق إليكم وإلى من أشتاق! لا الأرواح متكلمة، ولا الأجساد ملتئمة، ولا المنازل برحاب. غاية.
أعتصم بقدرة الله من غيثٍ سجم، فما أنجم، ولجمٍ عطس، وسهم شتاتٍ قرطس، وخطبٍ وطئ فوطس، وربنا يثنى الفادحات، وأعوذ بعزته من برق ارتعج، في ليلٍ أدعج وهدر الرعد وعج، وجرى سيل فتمعج، فأيقظ النائم وأزعج، وأثر في الأرض ولعج، وبكى في ضحكٍ وضحك في انتحاب. غاية.
تفسير: اللجم: دويبة توصف بالعطاس تتشاءم العرب بها. ووطس: كسر. ارتعج البرق، إذا اشتد اضطرابه. وتمعج السيل إذا سال ها هنا وها هنا. أصل اللعج: التأثير في الجلد وفي القلب؛ ومنه قيل لا عج الحب؛ ومنه قول عبد مناف بن ربعٍ الهذلى:
إذا تجاوب نوح فامتا معه ... ضربًا أليمًا بسبتٍ يلعج الجلدا
رجع: ما أضيق على دنياي، من المسوفة إياي، عصتني جروة أشد العصيان، وأنت المفزع إذا بطل كل احتيال. أخطأت خطأ لا أقول معه دراك، والمتخلف مظنة من فوت الصحاب. غاية.
تفسير: جروة: النفس. ومظنة كل شئ: ما يظن به أنه يكون منه.
رجع: يا نفس العبر، هل من جائبة خبر، عن المليك الأكبر! لا تبقين على الغير، أما أصلك فقد ذهب، وأما الفرع فلا فرع لك إنما أنت كشبًا، عشى ماء مطحلبا، لا عمدة لك ولا بقا، تخرجين من اللافظة خروج الضرب من إهاب الميتة، قد خبث طعمه ورائحته، وأي ذنب للدنيا إليك، إنما الذنوب كلها لك، رميت بسهام مشويةٍ لا صائب فيها ولا حاب. غاية.
تفسير: العبر: الثكل. والشبا: الطحلب. المشوية: السهام التي لا تصيب. والحابي: السهم الذي يسقط على الأرض ثم يرتفع بعد ذلك فيصيب الغرض.
رجع: سبق مدير الأفلاك، وأقيمت لعظمته الصلوات، ألا تخضعين يا خباث. بلى! وكل متكبر هجهاجٍ خشع لمالكه، وأصاخ لأوامره ذات الإمضاء في جنح الغسق وضياء الوضاح. ظفر بالفائدة من فاد، صادقًا في العبادة غير ملاذ، إنك لقليلة الحفدة والأنصار، إن لك أن تصحبى كل الإصحاب. غاية.
تفسير: فاد: مات. الملاذ: الكذاب.
رجع: يا طالبة النفأ في الأجراز عوذى بربك فهو خير معاذ، لا يمتنع منه بالنجوات. ألم يأتك خبر طامرٍ في الأخبار، أسيد لا يتلقط قرد القمام، يحتسي الدم وهو له حلال، والله أذن له بدلك الغذاء، يوقظ النائم ويروع اليقظان، ويظهر في المرتبع ويغيب في شيبان، وذلك بقدرة الوحيد الديان، يشهد أن من عاند ربه قد خاب. غاية.
تفسير: النفأ: قطع النبات. والجرز. التي لا نبت فيها، وقيل هي التي لم تمطر. طامر بن طامر: البرغوث. ويقال ذلك للرجل الذي لا يعرف. أسيد: تصغير أسود، والأصل فيه أسيود، ولكنهم قلبوا الواو ياء كما قلبوها في ميتٍ وجيدٍ وغير ذلك. وقرد القمام: قطع الصوف في الكناسة؛ وهذا نقيض قول الفرزدق:
سيبلغهن وحي القول عني ... ويدخل رأسه تحت القرام
أسيد ذو خريطةٍ ضئيل ... من المتلقطى قرد القمام
وشيبان: كانون الأول. وملحان: كانون الثاني، وهما الأشهبان.
1 / 17