يقول في المثنوي في قصة التاجر والببغاء:
الغريق يجهد نفسه ويضرب يده على كل عشبة لعلها تنقذه من الخطر.
والحبيب (الله) يحب هذا الاضطراب، وإن الجهد الذاهب سدى خير من النوم.
إن الملك نفسه ليس فارغا من العمل، ولهذا قال الرحمن:
كل يوم هو في شأن . اكدح في هذا الطريق واجهد ، ولا تفرغ ساعة، حتى الساعة الأخيرة.
والألم عنده وسيلة اللذة، والبكاء سبب الضحك: «كيف يضحك المرج إذا لم يبك الربيع؟ وكيف ينال الطفل اللبن بغير بكاء» والعناء أحرى، والكد أنفع. ورجل الطريق أو رجل الله يلقى الخير والشر واللذة والألم راضيا مقدما موقنا أنه بالألم يكمل ويرقى حتى يبلغ غايته. يقول في المثنوي:
إن مكروهه محبوب في نفسي. فدى روحي للحبيب المعذب قلبي، أنا عاشق نصبه وألمه. إنني أكحل عيني بتراب الغم ليمتلئ بحر العينين بالجواهر. إن الدموع التي تمطرها العين في سبيله جوهر يحسبه الناس دمعا.
ويقول:
ذاك المكروه الذي يصيبني به غاضبا أكثر إطرابا من الرباب، يا من جفاؤه أحسن من السعادة، وانتقامه أحب من الروح، هذه نارك فكيف نورك؟ وهذا مأتمك فكيف العرس؟ أنوح وأخشى أن يستمع لنواحي فيخفف عني هذه الشدة كرما، إنني عاشق قهره ولطفه، فاعجب لعاشق الضدين. والله لئن جاوزن هذا الشوك إلى البستان لأنوحن نواح البلبل. اعجب لبلبل يفتح فاه ليأكل الشوك والورد! أي بلبل هذا؟ إنه تنين ناري يحبب إليه العشق كل مكروه، هو عاشق الكل وهو الكل نفسه، هو عاشق نفسه وطالب عشق نفسه.
بل يرى أن هذا النواح من الأرواح المجاهدة مناجاة دائمة ورقي مستمر يقول:
Bog aan la aqoon